"نشيج الدودوك".. الشروق تصدر طبعة مصرية من السيرة الروائية لجلال برجس
صدر حديثًا عن دار الشروق للنشر والتوزيع الطبعة المصرية من السيرة الروائية ""نشيج الدودوك" والتي كانت قد صدرت سابقا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
وقال جلال برجس عن السيرة الرواية:" قبل كتابة نشيج الدودوك كنت أعي أني سأقف قبالة مرآة داخلية تتيح لي معاينة بعضًا من ذاتي. وحين شرعت بالكتابة عثرت عليَّ واضحًا بلا أي شكل من أشكال المحسنات، بل حتى بمستوى من المكاشفة لم أكن أفكر به من قبل؛ إذ كنت أعرف أن القلم بيدي مثل مصباح يضيء لي مناطق تخصني. لهذا تتبعت حركتي من خلال ثلاث عناصر يقوم عليها الكتاب: الأول حركتي المادية في ثلاث مدن: (لندن، الجزائر، أرمينيا)، وحركتي المعنوية من خلال ثلاثة كتب رافقتني في السفر: (الغريب لألبير كامو، موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح، وداغستان بلدي لرسول حمزاتوف). أما العنصر الثالث فهو حركتي في الذاكرة ابتداء من عام 1970 عام الولادة، وانتهاء بعام 2021. وحين تأملت تلك العناصر وجدت أني أسعى لفهم مكتسبات رئيسية في حياتي: القراءة، والكتابة، والسفر، وبالتالي هل هي هروب، أم مواجهة؟.
ويضيف:" ربما يكون هذا التساؤل هو الدافع الرئيسي لكتابة نشيج الدودوك. ربما. لكن الذي أعيه هو أني وجدتني في التقاء تلك العناصر منجذبًا لفكرة البوح الذي يسعى إلى الخلاص، وعبر ذلك البوح كنت أطل على كل مراحل عمري وعلاقتها بالكتابة والقراءة، بحيث أني كنت أعاين ذاتي وعلاقتها بكل ما حدث بعيدًا عن التنظير النقدي.
ويواصل:" بعد انتهائي من الكتابة التي استمرت قرابة عام، وجدت أن المسافة ضئيلة بين نشيج الدودوك كسيرة روائية وكرواية، وذلك انطلاقًا من لغتها، وبعد التداعي فيها، والتذكر، والرصد، والبنية الدرامية. لكنها في المحصلة هي سيرة روائية تقدم للقارىء حكاية جلال برجس، هذه الحكاية التي يمكن أن يجد القارىء فيها مساحة فارغة تتيح له بناء حكايته الخاصة، وتتيح له رؤية نفسه من خلال ما كتبت. إنها إطلالة عليّ، وعلى القراءة، والكتابة، والسفر، والأحلام المشروخة، والأحلام التي وجدت طريقها إلى النجاح. وهنا ربما أستعير عبارة قيلت في هذا الصدد: نشيج الدودوك حكاية كاتب لا يمتلك من الوقت إلا ثلاث ساعات في اليوم للأدب.
أما عن جلال برجس فهو روائي أردني حاز جائزة البوكر عام 2021 عن روايته "دفاتر الوراق" وكان قد صدر له قبلها عددًا من الأعمال الشعرية والروائية.