الأمن القومى المصرى والامتداد الاقليمى وعلاقة مصر بمحيطها
مذكرات مراسل صحفى
الحلقة الثانية
مارس ٢٠١١ انتابتنى مخاوف كبيرة وقلق عظيم عقب زيارة الاولى السفارة الليبية بالقاهرة للحصول على التأشيرة عقب تصاعد الأحداث بمصر وليبيا على حد سواء ومنها المظاهرات بمصر ومظاهرات الجالية الليبية من المعارضة بالقاهرة حول مقر السفارة ومحاولة اقتحام السفارة وطرد السفير الليبى خصوصا عقب الانباء الأخيرة عن انشقاقات لعدد من الدبلوماسيين والسفراء الليبيين عن النظام الليبى السابق للزعيم الليبى معمر القذافي واشتداد المظاهرات والاشتباكات بين المعارضة الليبية وقوات النظام الليبى بمدينة بنغازي بشرق ليبيا عاصمة الثورة الليبية، وبدأت فى رحلة القراءة فى الملف الليبى بشغف كبير ومتابعة كل ماهو جديد خاص بهذا الشأن..وكانت ضغوط العمل والمطالبة بسرعة السفر لتغطية الأحداث.. والتفكير بالسفر بريا بدون تأشيرة عن طريق معبر السلوم .. ولكنها ستكون مخاطرة كبيرة بدون تنسيق مع الجانب الليبى رغم وجود أوراق الاعتماد من جهة العمل لكن السفارة الليبية بالقاهرة محاصرة محاصرة المقر واشتداد المظاهرات حول السفارة واشتعال الموقف بدأت بالتفكير بالتوجه إلى السفارة التونسية والحصول على تأشيرة لتونس ومنها بريا إلى ليبيا عبر معبر رأس جدير ومنها إلى طرابلس العاصمة فتوجهت إلى مقر السفارة التونسية بالقاهرة مدعوما بأوراق جديدة من جهة العمل وشرح الموقف من جهة العمل للمسؤولين بالسفارة حتى أتمكن من الذهاب إلى ليبيا عبر الأراضي التونسية..وذهبت صباحا إلى السفارة وأثناء رحلة البحث عن السفارة بالزمالك وبالفرب منها وجدت وجها اعرفة يرتدي ترينج رياضى وكان صديقى الدكتور على المصيلحى وزير التموين الحالى ..وكان وقتها فى ٢٠١١ وزير تموين سابق فى حكومة الدكتور نظيف تحت رئاسة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك واحداث تنحية حسب البيان الرسمى وتطور الموقف بالشارع..المهم دعانى الدكتور مصيلحى لشرب الشاى فى منزله وقال لى ايه إلى جابك الزمالك !!!فقلت له عن السبب..واعتذرت له لضيق الوقت ووصف لى مكان مقر سفارة تونس القريب من منزله وشكرته وانصرفت..
رحلات العذاب بالسفارة التونسية بالقاهرة..رفض تام أكثر من مرة بدون ابداء أى أسباب ..وتصاعد الأحداث فى تونس وليبيا ومصر أدى إلى شلل وتوقف عمل كل المؤسسات واضطراب العاملين بالسفارات واحساس عام للناس وانا منهم بمستقبل غير مفهوم وعالم جديد علينا غير واضح المعالم ، وشعور دفين بالخوف على بلادنا
بدأت افكر بشكل جدى فى الرحلة البرية للسفر بين مصر وليبيا عبر معبر السلوم الرابط بين مصر وليبيا ولكن تبقى المعضله الكبرى وهى التأشيرة والسفارة لاترد
وكان السجال الدائر يوميا حول طول الانتظار ورحلة البحث عن حلول والاتصال الدائم بالسفارة للبحث عن التأشيرة وإعطاء الموافقة وبعد طول انتظار رن التليفون برقم السفارة وطلب الحضور وحضرتك لنفس الشخص الذى التقيته فى المرة الأولى وحصلت على التأشيرة بعد طول انتظار واخذ ورد وكان القنصل الليبى متوتر شديد التوتر أثناء لقائى به نتيجة حصار المتظاهرين لمقر السفارة وتعالى الأصوات خارج المبنى وسألني عن وجهة نظرى فيما يحدث وماهو موقفى من الصراع الليبى الداخلي ومع أى الأطراف..فاستغربت لسؤالة لانى لا احب تلك النوعية من الأسئلة وقلت له انه سؤال بلا إجابة لان الصحفى ينقل الأحداث بأمانة مهنية وليس من المفترض أن يكون له ميل تجاه أى طرف من الاطراف على الإطلاق وأن يكون محايدا ومنصفا وهذا ما اؤمن به وأعتقد به ..ويبدو أن الرد لم يعجبة أو لم يكن توقعه ..ولم استغرب رد فعله ، لكننى كنت امينا فى كلامة فلم أكن حتى اللحظة كونت وجهة نظر أو رأى موضوعى سليم مبنى على معلومات موثقه رغم ايمانى العميق بالتغيير والإصلاح فى ليبيا وكل الدول العربية لكتى اخاف من الثورات لاننى تعلمت من كتب التاريخ أن كل الثورات دائما يعقبها فوضى عارمة وعنف مجتمعى وهذا ماحدث بالفعل وهذا ماكنت اخشاة .