السبت 3 ديسمبر 2022 | 05:59 م

الأمن القومى المصرى والامتداد الاقليمى وعلاقة مصر بمحيطها

شارك الان

مذكرات مراسل صحفى..الحلقة الرابعة
 

بداية الاحداث فى ليبيا

الشيئ الذى كنت أتعجب منه أن الظروف الطبيعية لعمل المراسلين الصحفيين خارج الوطن لصالح المؤسسات الصحفية المصرية كانت تتم بكل يسر وسهوله ، لكن أرادة الله أن يتم السفر فى ظروف استثنائية جدا بالنسبة لى ولمصر وليبيا وهى الثورات والانتفاضات والتى لاتحدث الا خلال سنوات كثيرة متباعدة وكان البروتوكول المعتاد أن تتم الإجراءات ببساطة وسهوله فى السفارات ويتم الاعتماد واخذ الموافقة من الدولة الأخرى بشكل سلل ويذهب المراسل أو مدير المكتب إلى الدولة الأخرى ويتسلم مقر عمله من الزميل السابق الذى أنهى مدته ، لكن ما حدث معى كان كله استثنائي للزميل هناك ولا مكتب ولا طيران ، ولا مصادر ، ولا اى شيئ يعتمد عليه بالمرة ، بالإضافة إلى ضغط المؤسسة بالسفر وسرعة السفر لتغطية الأحداث المتصاعدة بشكل مقلق وكيف لا وهى مهمتنا ومهنة البحث عن المتاعب ومهنة كشف الحقيقة ، وتجربة واختبار للنفس ..وكيف تحولت من مراسل عادى لتغطية الاخبار الرسمية الى مراسل صحفى عسكرى ، حين يهرب السكان من الحروب الأهلية والصراعات المحلية فى بلد ما ، تدخل الدول اربعة أشياء مهربى الأسلحة،  وعملاء أجهزة المخابرات وفرق الإغاثة الإنسانية والطبية ، والمراسليين الصحفيين.   
 وقفنا فى الحلقة السابقة عند بداية ظهور  العلم الذى يعود للعهد الملكي الليبى السابق ذو الالوان الثلاثة الأحمر والأسود والاخضر، والذى اعتمده الثوار علما لليبيا من جديد، وبدأت  المسيرات اليومية للمتظاهرين فى شوارع بنغازى وتبدو فى المظاهرات مجموعات من النساء والشباب يحملن العلم ، وعدد من الاطفال يلهون على دبابة ليبية تمت مصادرتها من كتائب القذافى، لافتات تعبر عن الحلم الليبي بالحرية، مظاهرات فى الشرق الليبى تؤكد قرب إنتفاضة العاصمة الليبية طرابلس وتحريرها من النظام، انتشار مظاهرات فى مدن الشرق الليبى تؤكد قرب انتفاضة طرابلس وتحريرها من النظام، وتعالى الصيحات للمتظاهرين باللهجة الليبية
"نوظي يا بنغازى.. هذا اليوم اللى فيه تراجى" .. صرخة امرأة فجرت الثورة، وهيبة دولة قوية سقطت فى لحظة تفجير الشهيد المهدى زيو نفسه أمام بوابة كتيبة الفضيل بوعمر المرعبة فى بنغازى عاصمة الشرق الليبى
بنغازى ١٥ فبراير ٢٠١١، خرج أهل بنغازى إلى شوارع المدينة إحتجاجا على اعتقال محام شاب يدافع عن عائلات أكثر من ١٢٠٠ شاب من أبناء المدينة اعتقلوا فى سجن بوسليم الليبى الشهير عام ١٩٩٦ وأعدموا فى ساعة واحدة.
السوشيال ميديا والثورة 


جاءت المظاهرات فى بنغازى قبل ٤٨ ساعة من الموعد المحدد لها على فيس بوك من قبل نشطاء الثورة للخروج من قبل شباب الثورة وهو يوم ١٧ فبراير، والذى يحتفل به سنويا من قبل الليبين كيوم انطلاق الثورة  فأربك ذلك قوات الأمن الليبية فى بنغازى ودوت فى أرجاء المدينة صرخة سيدة هتفت "نوظى يا بنغازى.. هذا اليوم اللى فيه تراجى " انهضى يا بنغازى.. جاء اليوم الذي ترتجينه" فكان لهذه الصرخة أثر عميق فى نفوس الاهالى وهكذا اندلعت من عاصمة الشرق الليبى شرارة أعظم ثورة تواجه حكم الزعيم معمر القذافى وفترة حكمة التى استمرت  ٤٢ عام خ تحولت خلالها ليبيا الى جمهورية لها نظام مختلف عن كل دول العالم ومحمية طبيعية للقذافى وأبنائه والمستفيدين من النظام.
وقد إمتدت حركة الاحتجاج والمظاهرتن إلى مختلف المدن الليبية بالشرق بعدها سريعا بشكل أربك وأرعب النظام الليبى الذى رغم خبراته الامنية فى قمع الاحتجاج لم يتعود فى السابق على مواجهة غضب شعبى عارم ورفض غير مسبوق واسع النطاق وبشكل متزامن فى عدد كبير من المناطق الليبية، وكانت من رموز الهيبة الامنية للنظام الليبى فى بنغازي كان يتركز فى المبانى العسكرية والأمنية وكان أبرزها "معسكر ٧ أبريل" و"كتيبة الفضيل بوعمر" وهما من الأماكن المعروف كمعتقلين قد ينتهى الحال بمن يدخلهما انه قد يدخل عالم مجهول غير معروف كيفية الخروج من تلك الأماكن. 
والى اللقاء فى الحلقة الخامسة..بداية التدخل الاجنبى وأشتعال الموقف