محمد أنور السادات: القائد الذي غير مسار التاريخ
محمد أنور السادات، أحد القادة الأكثر تأثيرًا في تاريخ مصر والشرق الأوسط، اشتهر بشخصيته الجريئة وحكمته السياسية،لعب دورًا محوريًا في قيادة مصر نحو النصر في حرب أكتوبر 1973، وسطر اسمه في صفحات التاريخ العسكري المصري، في خطابه الشهير بعد الحرب، قال: "ربما جاء يوم نجلس فيه معًا لا لنتفاخر ونتباهى، ولكن لنتذكر وندرس ونعلم أولادنا قصة الكفاح".
وُلد السادات في 25 ديسمبر 1918 بقرية "ميت أبوالكوم" بمحافظة المنوفية لأب مصري وأم سودانية،بدأ حياته التعليمية في كتاب القرية حيث حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة الأقباط الابتدائية في قرية طوخ دلكا المجاورة،في هذه الفترة، كان يقول: "سنين القرية ستظل تملأ نفسي بالصفاء والإيمان".
بعد عودة والده من السودان، انتقل السادات إلى القاهرة، حيث التحق بعدة مدارس، منها مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بالزيتون ومدرسة فؤاد الأول الثانوية،بعد حصوله على الشهادة الثانوية، التحق بالكلية الحربية وتخرج عام 1938 ضابطًا بسلاح الإشارة، كان أحد الضباط الأحرار الذين شاركوا في ثورة 23 يوليو 1952.
بعد الثورة، تقلد السادات عدة مناصب حكومية بارزة، منها وزير دولة في 1954 ورئيس مجلس الأمة في فترتين، عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، تولى السادات رئاسة الجمهورية في 15 أكتوبر 1970 وبدأ في تجهيز الجيش المصري لحرب أكتوبر 1973.
قاد السادات مصر في تلك الحرب، التي اعتُبرت أول انتصار عربي ضد إسرائيل،كانت خطته الاستراتيجية تقوم على الخداع، حيث نجح في إقناع العدو بأن مصر لن تدخل الحرب، حتى أتت اللحظة الحاسمة في 6 أكتوبر 1973.
بعد الحرب، وقّع السادات اتفاقية كامب ديفيد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن عام 1978، والتي أسفرت عن معاهدة السلام بين البلدين في 1979، نال السادات جائزة نوبل للسلام نتيجة جهوده لتحقيق السلام، لكنه اغتيل في 6 أكتوبر 1981 خلال احتفالات ذكرى نصر أكتوبر.