الخميس 12 ديسمبر 2024 | 04:10 م

فلسطيني في السجون السورية ..  وليد بركات سُجن   43 عاما دون تهمة

شارك الان

لا تزال قصص المعتقلين المحررين من السجون السورية تثير تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لما تحمله من تفاصيل صادمة عن ظروف الاعتقال والتعذيب الذي تعرضوا له داخل السجون. ومن بين هذه القصص المؤلمة تبرز حكاية الفلسطيني وليد بركات، الذي أمضى 43 عاماً خلف القضبان دون تهم واضحة، ليخرج أخيراً شاهداً على سنوات من الظلم والمعاناة.  

من طالب علم إلى معتقل مدى الحياة

بدأت معاناة وليد بركات، البالغ من العمر حالياً 67 عاماً، عندما اعتُقل في عام 1982 وهو شاب يبلغ من العمر 25 عاماً، أثناء وجوده في مطار دمشق. كان بركات قد قدم إلى سوريا طلباً للعلم، إلا أن رحلته تحولت إلى كابوس.  

يقول بركات في تصريحاته لموقع "العاصمة نيوز" الفلسطيني: "تم اعتقالي بشكل غير إنساني ووجهت لي تهم كبيرة وغير مفهومة". وأوضح أنه تنقل بين عدة سجون سورية سيئة السمعة، حيث أمضى عقوداً طويلة في ظروف قاسية دون محاكمة عادلة.  

محاكمة صورية وحكم غامض

لم تُبلغ السلطات السورية بركات بأي تفاصيل عن قضيته طوال سنوات اعتقاله. ويضيف: "كانت المحاكمة صورية ولم أعلم بالحكم إلا بعد مرور 30 سنة من تاريخ اعتقالي، حيث صدر بحقي حكم بالسجن المؤبد".  

معاناة في سجون صيدنايا وعدرا

في عام 2001، تم نقل بركات إلى سجن صيدنايا، المعروف بسمعته المخيفة وقصص التعذيب التي يصعب وصفها، كما يروي المعتقل السابق. وبعد سنوات من الاحتجاز في صيدنايا، نُقل إلى سجن عدرا قرب العاصمة دمشق.  

أكد بركات أنه نجا من الموت عدة مرات بسبب التعذيب القاسي الذي تعرض له، لكنه تمسك بالأمل في أنه سيخرج من السجن يوماً ما رغم كل الظروف.  

### *ألم الفقد خلال الأسر*  
بعد 43 عاماً قضاها في السجون، خرج بركات ليواجه واقعاً مريراً. يقول: "ما آلمني أكثر من كل الظلم الذي تعرضت له، هو أنني وجدت والدي وأشقائي قد فارقوا الحياة خلال فترة اعتقالي، دون أن أتمكن من وداعهم أو رؤيتهم مجدداً".  

### *رسالة أمل رغم الألم*  
قصة وليد بركات ليست مجرد شهادة على القسوة التي يمكن أن يعيشها المعتقلون في السجون السورية، لكنها أيضاً رسالة أمل وصمود. بركات، الذي عانى من فقدان الحرية وأحبائه، لا يزال يتمسك برغبته في سرد معاناته، داعياً إلى تحقيق العدالة والمحاسبة لكل من تورط في هذه الانتهاكات.  

تظل قصة بركات واحدة من آلاف الحكايات التي تسلط الضوء على معاناة المعتقلين في سوريا، وتدعو العالم إلى الوقوف مع الضحايا والمطالبة بحقوقهم المسلوبة.