الأربعاء 1 يناير 2025 | 01:50 م

خاص- كنزي مدبولي تتحدث عن أحدث أعمالها الأدبية «الضحية الثامنة» ورحلتها مع صناعة المحتوى

شارك الان

"طموحي ليس له حدود"، هكذا تعرِّف صانعة المحتوى المصرية كنزي مدبولي (26 عامًا) عن نفسها، والتي اشتُهرت بمحتواها المتنوع المحلى بالبهجة على انستغرام. ومما زاد في شهرتها ربما، مشاركتها بعض تفاصيل حياتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي خالية من التجميل، ومن ثم توجهها لمناقشة قضايا مجتمعية شُحن بها المجتمع شحن: (التنمر، العنف ضد المرأة، الصحة النفسية)، فكانت خير من يناقش تلك القضايا، الأمر الذي أثار فضولنا لنعرف عنها المزيد.

عام 2020، حصلت كنزي على بكالوريوس الإعلام من الأكاديمية العربية للنقل والتكنولوجيا؛ مما أكسبها ثقلًا لغويًا وأسلوبًا مميزًا في الكتابة؛ فشاركت أول أعمالها الأدبية وتجربتها الأولى مع كتابة الروايات من خلال “فرصة من دهب” من بوابة المعرض الدولي للكتاب في نسخته الـ55 عام 2024، محققة أرقام قياسية بعدما بيع من روايتها أكثر من 17 طبعة في يوم واحد، وهو الأمر الذى جعلها موضع حديث نشطاء السوشيال ميديا آنئذ ممن أخذوا يتساءلون عن هوية هذه الفتاة، وعن سبب انجذاب سيل من القراء تجاه قراءة أول أعمالها الأدبية بهذه الصورة المذهلة؛ وكأن النجاح المنقطع النظير في محطتها الأولى مع الكتابة يعد بالنسبة لنخبة المثقفين جرمًا اقترفته صانعة المحتوى الشابة، فأخذ البعض "يصطاد في المياة العكرة" - كما يقولون، ويهاجمون روايتها "فرصة من ذهب" بضراوة لكونها استخدمت من اللغة العامية نهجًا في كتابة الرواية من ناحية، ولكن روايتها حققت نسب مبيعات هي الأكبر خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته المنصرمة.

لم تعي الفتاة الشابة - ذات الطموح الأخاذ - التي باتت الكتابة شغفها الأول للقيل والقال، وبالتزامن مع اقتراب موعد انطلاق الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في 23 يناير المقبل، عاد اسم كنزي مدبولي إلى الساحة مجددًا، بعدما أعلنت عن مشاركتها في المعرض هذه السنة  من خلال رواية "الضحية الثامنة" عن دار الرسم الرسم بالكلمات.

«مصر الآن» حاورت كنزي للحديث معها عن روايتها الجديدة، وعن كيفية تعاملها مع موجة الانتقاد التي تتعرضت لها بعد صدور أول أعمالها الأدبية، إضافة للحديث معها عن مسيرتها مع صناعة المحتوى، والعديد من الأسئلة الأخرى.

* «أكتب لأنني أحب الكتابة.. والعامية تستهويني»

"ما دام هناك وقت، تستطيع كنزي مدبولي أن تكتب".

«أكتب لأنني أحب الكتابة»، تقول لـ«مصر الآن»: «بعد  نجاح "فرصة من دهب"، توجه فكري نحو كتابة رواية جديدة تكون أفضل من سابقتها، أحب الكتابة وأسعى دومًا لتكريس حبي هذا واستغلال وقتي في كتابة أعمال أدبية جيدة».

أما عن سبب اتخاذها الأسلوب العامي ملاذًا لها في الكتابة تقول مدبولي: «لا أفهم سر تعرضي للهجوم من بعض الناس بعد نشر روايتي السابقة "فرصة من دهب"، فإنني أرى بأن الكتابة باللهجة العامية تصل بشكل أفضل إلى القاريء، فكم من كتاب مخضرمين على مر العصور لهم ما لهم في قلوب العوام كانوا يتخذون من الكتابة بالعامية أسلوبًا في حوار أعمالهم، ما قبل الألفية الجديدة مثلًا كان إحسان عبد القدوس واحدًا ممن اتخذ العامية أسلوبًا في كتابة حوار أغلب رواياته، التي تحولت بعد ذلك إلى أعمال فنية، مع استعمال اللغة العربية الفصحى في السرد بكل تأكيد، وهو أسلوب سار على نهجه كثير من الكتاب الشباب بعد ذلك مثل أحمد مراد، محمد صادق، ريهام راضي».

* «الضحية الثامنة تأكيد على مدى موهبتي فن الكتابة»

تضيف مدبولي: «لا أعلم سبب اللغط الذي تسببت به رواية "فرصة من دهب"، فأتمنى أن يعي الناس أنني لست مجرد صانعة محتوى قررت بين ليلة وضحاها الكتابة، بل أن الكتابة كانت من الصغر شغفي، وأتمنى أن أؤكد ذلك من خلال رواية "الضحية الثامنة" التي أستعد لطرحها خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته المقبلة عن دار الرسم بالكلمات».

تؤكد مدبولي أن «دراستي الإعلام هي من أكسبتني ثقلًا لغويًا مكنني من كتابة الروايات بصورة جيدة».

الضحية الثامنة استغربت منكِ كم من الوقت؟
:انتهيت من كتابتها في أقل من سنة
«فى ذلك الوقت»– تُكمل «مدبولي»: «أتقدم بكل العاملين بدار الرسم بالكلمات بالثناء على مجهوداتهم السخية من أجل أن تظهر الرواية إلى النور بأفضل صورة، وأتوجه بالأخص بالتحية إلى الكاتب عبد الرحمن حجاج الذي كان له دورًا كبيرًا في مساعدتي للانتهاء من كتابة الرواية في أسرع وقت وبأفضل شكل في أقل من سنة من صدور روايتي الأولى»

أدعو الله أن تحقق "الضحية الثامنة" عن دار الرسم بالكلمات صدى مميز عند الجمهور، وأن تكون محطة أؤكد من خلال أنني كاتبة ذات أسلوب مميز، وسأوصل الكتابة دائمًا ولن أتوقف عند حد معين؛ فطموحي مع الكتابة لا ينتهي، تؤكد لـ«مصر الآن».

* «أنا صانعة محتوى ولست بلوجر»

عام 2021 تقريبًا، بدأت مدبولي بنشر محتواها عبر حسابها على إنستغرام، وعن هذه الفترة تقول: «استهليت رحلتي في صناعة المحتوى في هذه الفترة، في وقت كان الجميع يلتزم المنزل هربًا من فيروس كورونا الذي ضرب العالم آنئذ، فاتخذت من هذه الفترة الملاذ لنشر محتواي، وأصف نفسي بـ"صانعة محتوى" وليس كـ"بلوجر"».

ترى الفتاة القانطة بمحافظة الإسكندرية أنها صانعة محتوى تقدم إفادة جمة للمجتمع؛ بترسيخ محتواها في خدمة متابعيها من خلال ما تنشره من "Reels" و "stories" يتعممها البهجة، توضح: «أقدم محتوى هادف بعيدًا عن ما يقدمه صناع محتوى آخرين يقوم محتواهم على ترويج لمنتجات بعض الشركات فقط، نعم إنني أروج أحيانًا لمنتجات بعض الشركات، ولكن محتواي لا يقوم أساسه على هذا، أوجه محتواي لمناقشة قضايا مجتمعية شُحن بها المجتمع: (التنمر، العنف ضد المرأة، الصحة النفسية)، إضافة للعديد من الأنشطة الأخرى التي تضفي على المتابعين نوعًا من البهجة والسعادة».

* «التمثيل ليس حكرًا على أحد»

في نهاية حديثها مع «مصر الآن» استنكرت كنزي من يهاجم صانعي المحتوى والبلوجر ممن يظهرون على الشاشة المصرية بمختلف الأعمال الفنية ما بين الدراما والسينما وتشير: «التمثيل ليس حكرًا على أحد، وأغلب البلوجر وصانعي المحتوى يدخلون عالم الميديا لإثبات حضورهم وموهبتهم، نرى اليوم العديد من صناع المحتوى ذوي الشهرة في الخارج يقومون بإنتاج أعمال فنية تُظهر موهبتهم في التمثيل تتبناها كبرى المنصات العالمية، وتحقق هذه الأعمال مشاهدات بالملايين، وفي النهاية الأمر الموهبة هي من تفرض نفسها وتضمن البقاء على الساحة».