قاعد في دار مسنيين ومستني زيارة طلابه.. القصة كاملة للدكتور علي فخري الأستاذ الجامعي
كان الدكتور علي فخري، أستاذ نظم المعلومات الإدارية بجامعة MIS، يعيش حياة مليئة بالأحداث والتفاعل اليومي مع طلابه وأسرته. لكن بعد سنوات من العمل في الخارج، عاد إلى مصر ليواجه واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث وجد نفسه وحيدًا بعيدًا عن أسرته التي تقيم في الولايات المتحدة.
في ديسمبر الماضي، وبعد أن تجاوز الثمانين من عمره، نشر الدكتور فخري منشورًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي قال فيه: "ربنا أعطاني الصحة والعمر الطويل، وأخذ مني كل شيء لحكمة لا أعلمها. أنا مستعد للعمل مجانًا، فقط أريد أن أكون منتجًا".
لاقى المنشور تفاعلًا واسعًا، حيث قدّم له الأصدقاء والطلاب اقتراحات متنوعة، بينها الانخراط في العمل التطوعي. إلا أن الفراغ الذي عايشه كان أكبر من أن تُملأ مساحاته بهذه الحلول.
وفي خطوة غير متوقعة، نشر في يناير منشورًا آخر يطلب فيه توصية بدار مسنين مناسبة، قائلاً: "إقامتي لوحدي أصبحت مزعجة. أبحث عن دار مسنين نظيفة وبسعر معقول، حتى لو كانت في أسوان أو الإسكندرية".
لم يخجل الدكتور علي من قراره. انتقل إلى إحدى دور المسنين بمنطقة التجمع الخامس، وشارك تفاصيل تجربته مع أصدقائه قائلاً: "أي طالب أو صديق يقرر زيارتي، سأكون في غاية السعادة".
قصة الدكتور فخري أثارت الكثير من التساؤلات حول ظاهرة العزلة التي قد تواجه كبار السن، خاصة أولئك الذين أفنوا أعمارهم في خدمة العلم والمجتمع. ويرى البعض أن انتقاله إلى دار المسنين مع أقرانه قد يكون أفضل من بقائه وحيدًا في منزله.
تبقى قصته دعوة للتأمل في أهمية التفاعل الاجتماعي والدعم النفسي، ونداءً لكل من يعرف قيمة التواصل الإنساني في تخفيف أعباء الوحدة عن قلوب المسنين.