السبت 12 أبريل 2025 | 01:40 م

طهران وواشنطن وجهًا لوجه في سلطنة عمان.. محادثات حاسمة بشأن البرنامج النووي الإيراني

شارك الان

في تطور دبلوماسي لافت، بدأت اليوم السبت محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة العمانية مسقط، وذلك في ظل تصاعد الضغوط الدولية والتحذيرات المتكررة من احتمالات تدخل عسكري، لا سيما بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ خطوات حاسمة إذا فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وتُعد هذه الجولة من المحادثات الأعلى مستوى منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الموقع في 2015، حيث يُشارك فيها مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. 

وذكرت مصادر دبلوماسية أن الجانبين يعقدان اللقاءات خلف أبواب مغلقة، وسط تباين في وصف طبيعة الاجتماعات؛ فبينما تؤكد واشنطن أنها "مباشرة"، تصر طهران على وجود وسيط عماني في الحوار.

وكان ترامب قد صرح قبل ساعات من بدء المحادثات بأن "إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا"، معربًا عن أمله بأن تصبح دولة "عظيمة وسعيدة"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن امتلاك طهران لقدرات نووية يُعد "خطًا أحمرًا" للإدارة الأمريكية.

ومن جانبه، أكد ويتكوف في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الهدف الأول من المحادثات هو "تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل"، في حين أشارت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية، إلى أن اللقاءات ستُعقد بشكل مباشر داخل القاعات ذاتها.

أما من الجانب الإيراني، فقد أفادت وكالة "تسنيم" بأن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي سيلعب دور الوسيط في الجولة الأولى، فيما لم يتضح بعد ما إذا كانت المحادثات ستستمر لما بعد يوم السبت.

وتسعى واشنطن من خلال هذه المحادثات إلى كبح تقدم إيران نحو تخصيب اليورانيوم بنسبة تقترب من العتبة العسكرية (90%)، إذ كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أبدت قلقها من امتلاك إيران 274.8 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي النسبة الأعلى منذ انهيار الاتفاق النووي.

وفي المقابل، أكدت طهران أنها لا تسعى إلى تطوير قنبلة نووية، مشددة على أن برنامجها النووي "مدني الطابع"، إلا أنها في الوقت ذاته بدأت تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو، ما أثار قلق المجتمع الدولي.

ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي في وقت حساس، حيث تسعى إيران لإبرام اتفاق قبل أكتوبر المقبل، وهو الموعد الذي تنتهي فيه صلاحية آلية "العودة التلقائية للعقوبات" المفروضة ضمن الاتفاق السابق. 

وفي هذا السياق، أكد علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، أن بلاده تبحث عن "اتفاق واقعي وعادل"، فيما أبدى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تفاؤله حذرًا، آملاً أن تقود هذه المحادثات إلى السلام.