
الدكتور علي جمعة: الإسلام دين سلام وليس حربًا
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، في تصريحات له، أن الإسلام هو دين السلام في جوهره، مشددًا على أن اختزال السيرة النبوية في الغزوات يعد تبسيطًا مخلًا لا يعكس حقيقة الرسالة المحمدية. وأوضح أن الحروب التي خاضها النبي محمد ﷺ كانت دفاعية وليست هجومية، وقد وقعت في سنوات محدودة ولم تؤثر على طبيعة الدعوة.
وأضاف جمعة أن الغزوات النبوية لم تشهد سوى سبع معارك رئيسية، سقط خلالها حوالي ألف قتيل من الطرفين، وهو عدد متواضع مقارنة بالحروب الحديثة أو حوادث الطرق في مدن كبرى مثل باريس. وأكد أن النبي ﷺ لم يكن يسعى إلى الحرب، بل كان حريصًا على حقن الدماء، مستشهداً بآيات من القرآن الكريم مثل "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا" و"لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"، مشيرًا إلى أن اسم "الإسلام" مشتق من السلام.
كما أشار جمعة إلى أن المغازي النبوية، على الرغم من تمثيلها لأصعب المراحل في السيرة، أظهرت أرقى صور الرحمة والتنظيم في التعامل مع الأسرى والجرحى والمدنيين، وهو ما انعكس لاحقًا في مبادئ القانون الدولي الإنساني. وأضاف أن الإسلام علّم البشرية كيفية إدارة الحروب بأخلاق.
وفي رد على ما يُثار من شبهات حول الإسلام، أكد جمعة أن دراسة هذه الشبهات بعلم وموضوعية تكشف عن عظمة هذا الدين. وأوضح أن السيرة النبوية ليست مجرد سرد للغزوات، بل تشمل جوانب إنسانية وأخلاقية تتطلب فهمًا شاملاً بعيدًا عن التصورات المغلوطة أو حملات التشويه. كما بيّن أن تسمية بعض كتب السيرة بـ"المغازي" لا تعني اقتصار السيرة على المعارك، بل هي مصطلح يعكس شدة المرحلة.
اختتم جمعة حديثه بتأكيد أن السيرة النبوية تمثل مشروعًا إنسانيًا وأخلاقيًا متكاملًا، داعيًا الأمة إلى قراءتها بشكل شامل لفهم الإسلام كما بلغه النبي محمد ﷺ.


استطلاع راى
هل تؤيد تعديل قانون الإيجار القديم بما يضمن تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر؟
نعم
لا
اسعار اليوم
