
الدحيح في مرمى النيران.. حلقة "نهاية الفراعنة" تشعل معركة الهوية المصرية

أشعلت حلقة "نهاية الفراعنة"، التي قدمها صانع المحتوى أحمد الغندور الشهير بـ"الدحيح"، عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تناول فيها مرحلة ما بعد الحضارة المصرية القديمة، بطريقة رأى كثيرون أنها تبسيط مخلّ وربما يحمل دلالات تمسّ الهوية التاريخية للمصريين.
الحلقة التي جذبت مئات الآلاف من المشاهدات، قُوبلت بهجوم شديد من عدد من الإعلاميين والمثقفين، أبرزهم الإعلامي محمد الباز، الذي اعتبر أن الغندور لا يقدم فقط محتوى سطحيًا، بل "مضللًا"، واتهمه بـ"طمس الأصول الحضارية لمصر"، مشددًا على أن "الأصل مصري، حتى العرب أصلهم مصري"، بحسب منشور نشره عبر "فيسبوك".
من جانبه، لم يقف الفنان تامر فرج صامتًا، إذ انتقد أيضًا محتوى الحلقة، معتبرًا أنها تروّج لفكرة اختزال المصريين في الهوية العربية فقط، قائلًا: "انتماؤنا الأول والأخير هو لمصر.. مصري مصري مصري."
رغم أن محتوى "الدحيح" معروف بطابعه التبسيطي للموضوعات العلمية والتاريخية، فإن هذه الحلقة تحديدًا أثارت تساؤلات حول حدود التبسيط المقبول، خاصة عندما يتناول التاريخ الوطني والحضاري.
انتقادات متخصصة وجّهت سهامها إلى اختزال فترة تاريخية معقدة، تمتد لأكثر من ألف عام، في سرد درامي يحمّل "الغزاة" مسؤولية الانهيار، بينما تجاهل عوامل داخلية مثل تدهور الاقتصاد، وتغير المناخ، والانقسامات السياسية.
أكثر ما أثار حفيظة المؤرخين كان تناول الحلقة للغة القبطية، حيث تم تصويرها كدليل على نهاية الحضارة المصرية، بينما يشير المؤرخون إلى أن القبطية امتداد مباشر للغة المصرية القديمة، وليست انقطاعًا عنها.
وبينما تتواصل النقاشات الساخنة، يظل السؤال الأبرز: هل تحوّل التبسيط إلى تشويه؟ وهل منصات المحتوى الرقمي قادرة على طرح التاريخ دون أن تقع في فخ التسطيح؟
الجدل مستمر، والصراع بين "الوعي والتوجيه" و"المشاهدة والتسلية" لا يزال قائمًا.


استطلاع راى
هل تتوقع انتهاء التصعيد بين إيران وإسرائيل؟
نعم
لا
اسعار اليوم
