
دراسة حديثة تكشف: أدوية الاكتئاب قد تُحدث نقلة نوعية في علاج الأورام السرطانية
في تطور علمي يحمل أملاً جديدًا لمرضى السرطان، كشفت دراسة منشورة حديثًا في مجلة Cell أن بعض أدوية الاكتئاب الشائعة، وخاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل "بروزاك" و"سيليكسا"، قد تلعب دورًا فعالًا في تعزيز قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الخلايا السرطانية.
ووفقًا للدراسة التي قادتها الباحثة "يانج" وفريقها العلمي، فقد تبين أن هذه الأدوية تُمكّن الخلايا التائية—وهي من أبرز أدوات الجهاز المناعي—من التصدي للأورام بكفاءة أكبر.
نتائج واعدة عند دمجها بالعلاج المناعي
وأظهرت التجارب التي أُجريت على فئران مصابة بالأورام، أن دمج هذه الأدوية مع العلاج المناعي التقليدي أسهم في تقليص حجم الأورام بشكل كبير، بل أدى إلى اختفائها بالكامل في بعض الحالات.
وصرّح الباحث "جيمس إلستن براون"، أحد أعضاء الفريق، بأن الاستجابة للعلاج المناعي وحده لا تتجاوز عادة 25% من المرضى، لكن عند مزجه بمثبطات السيروتونين، تحسنت الفاعلية بشكل ملحوظ.
أمل بتكاليف أقل.. وسرعة في التطبيق
ما يعزز أهمية هذا الاكتشاف هو أن هذه الأدوية معتمدة مسبقًا من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، مما قد يسرّع عملية إعادة توظيفها في علاج السرطان دون الحاجة إلى المرور بالمراحل المطولة والمكلفة لتطوير عقاقير جديدة.
ويُقدّر أن كلفة تطوير دواء جديد قد تصل إلى 1.5 مليار دولار، بينما لا تتعدى تكلفة إعادة استخدام الأدوية المعروفة نحو 300 مليون دولار، ما يجعل الاستراتيجية مغرية من الناحية الاقتصادية والعلمية.
السيروتونين.. أكثر من مجرد "هرمون سعادة"
يُعرف السيروتونين بدوره المحوري في تحسين الحالة المزاجية، لكنه أيضًا يلعب أدوارًا حيوية في تنظيم النوم، والشهية، وصحة الجهاز الهضمي، والوظائف الجنسية، وتجلط الدم. واليوم، يضاف إلى هذه القائمة دوره المحتمل كمحارب شرس ضد الخلايا السرطانية.
ويُعد هذا الاكتشاف بمثابة خطوة ثورية على طريق إيجاد علاجات مبتكرة للسرطان، عبر إعادة توظيف أدوية نفسية مألوفة في محاربة أحد أكثر الأمراض فتكًا في العالم، مما يفتح الباب أمام آفاق جديدة في مجال الطب الحديث ويمنح الملايين من المرضى حول العالم جرعة جديدة من الأمل.


استطلاع راى
هل تعتقد أن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل قد يؤثر على أمن مصر القومي؟
نعم
لا
اسعار اليوم
