السبت 21 يونيو 2025 | 12:12 م

ودّع صباحه ولم يعد.. "رمزي الترزي" ضحية رزق تحوّل إلى ركام في حدائق القبة

شارك الان

في أحد أزقة "حارة أبو سيف" بمنطقة الخليج المصري في حدائق القبة، كانت ماكينة الخياطة تعزف كل صباح أنشودة الكفاح من خلف باب محل بسيط، يملكه شاب ثلاثيني يدعى رمزي عطية مصطفى. بابتسامة يعرفها كل من في الحي، كان رمزي يبدأ يومه في صمت، يغزل بخيوط المثابرة حياةً كريمة لأسرته، قبل أن يقطع الحلم هدير انهيار مفاجئ.

في صباح الجمعة 21 يونيو 2025، دخل رمزي محله باكرًا كعادته، جلس خلف ماكينته وبدأ إصلاح قميص لأحد الزبائن، لكن ما لم يكن في الحسبان أن يكون ذلك اليوم هو الأخير في حياته. فخلال لحظات، انهارت أجزاء من العقارين رقم 20 و22، أحدهما ملاصق تمامًا لمحل رمزي، لتسقط الجدران عليه وتدفنه تحت الأنقاض، دون فرصة للهرب أو حتى طلب النجدة.

الخبر وقع كالصاعقة على سكان الحي، الذين لم يصدقوا أن "رمزي الترزي"، الشاب المعروف بطيبة قلبه وخدماته المتواصلة لجيرانه، قد فارق الحياة بهذه الطريقة المؤلمة. يقول أحد السكان: "رمزي ماكنش مجرد ترزي، ده كان أخ وصاحب، دايمًا مبتسم وبيساعد الناس، حتى وهو تعبان".

رحيل رمزي فجّر موجة من الحزن والغضب في آن واحد، فقد تحوّل باب رزقه إلى نهاية مأساوية تلخّص معاناة الآلاف من الكادحين في مواجهة أخطار الأبنية المتهالكة. وبينما كانت فرق الحماية المدنية تبحث عن ناجين، تمكنت من انتشال طفلة بعد 9 ساعات وشخصين آخرين بعد أكثر من 11 ساعة، بقي رمزي حبيس محله الذي أحبه، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة تحته.

قصة رمزي لا تُختصر في كونه أحد ضحايا انهيار عقارين، بل هي تجسيد حي لواقع قاسٍ يتطلب تدخلًا عاجلًا لمنع تكرار هذا السيناريو الدامي. فلا شيء أشد قسوة من أن يتحوّل رزق الإنسان إلى قبره، وصوت ماكينته الصباحية إلى ذكرى باكية في قلوب من عرفوه.


استطلاع راى

هل تتوقــع صعـــود الأهلي لدور الـ 16 في كأس العالــم للأنديــــة ؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 4785 جنيهًا
سعر الدولار 50.59 جنيهًا
سعر الريال 13.52 جنيهًا