بدعم من القوات المسلحة.. إنجاز علمي مصري يُحقق أول تحليل جينوم بشري كامل محليًا

في خطوة علمية غير مسبوقة، أعلن مركز البحوث الطبية والطب التجديدي التابع للقوات المسلحة عن تحقيق إنجاز علمي مصري يُعد الأول من نوعه محليًا والثاني عالميًا، تمثل في إجراء أول تحليل جينوم بشري كامل داخل مصر، بأيدي فريق وطني متخصص، ضمن دراسة بحثية تناولت أحد الأمراض المناعية النادرة التي تصيب الكلى وقد تؤدي إلى الفشل الكلوي.

وجاء الإعلان في ظل حرص القوات المسلحة على دعم منظومة البحث العلمي وتكريس التعاون مع الجامعات والمراكز المتخصصة، حيث نُشرت نتائج الدراسة في واحدة من أرفع الدوريات العالمية المتخصصة في علم الجينات البشرية، والتابعة لدار النشر العالمية "سبرينجر".

إنجاز وطني باستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية

وقد أُجريت الدراسة بالتعاون بين مركز البحوث الطبية وجامعة القاهرة، باستخدام أحدث تقنيات التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، ما يمثل دفعة قوية للطب الدقيق في مصر، ويعزز من قدرات الدولة في مجال التشخيص الوراثي للأمراض.

ويُعد هذا الإنجاز امتدادًا لمشروع وطني طموح هو "الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين"، الذي يقوده المركز، بهدف تطوير قاعدة بيانات وراثية دقيقة تخدم الصحة العامة والطب الوقائي، وتدفع بمصر إلى مقدمة الدول الرائدة في علوم الجينوم على المستويين الإقليمي والدولي.

أكبر بنك حيوي ومعمل جينوم في إفريقيا

ويضم مركز البحوث الطبية والطب التجديدي حاليًا أحدث معمل لتحليل الجينوم في مصر، إلى جانب أكبر بنك حيوي أوتوماتيكي في مصر والقارة الإفريقية، مما يسهم في تعزيز مكانة مصر في الأبحاث البيولوجية والجينية. وقد انعكس هذا التقدم بوضوح في نشر عشرات الدراسات العلمية المحكمة عالميًا، والتي تشهد على الجهود الوطنية المبذولة لتطوير البنية التحتية للبحث العلمي.

الجينوم الرياضي.. دعم التميز الرياضي من خلال الطب الجيني

وفي إطار التكامل بين البحث العلمي والقطاع الرياضي، شارك المركز مؤخرًا في فعاليات المؤتمر العلمي الأول بعنوان (CODE YOUR SPORTS POTENTIAL)، حيث تم تسليم التقارير النهائية لمشروع الجينوم الرياضي، وإطلاق المرحلة التالية من اختبار الجين الرياضي المعروف بـ (NEXT-GENE)، والذي يستهدف تحليل السمات الجينية المرتبطة بالقدرات البدنية.

وفي كلمته بالمؤتمر، أكد اللواء طبيب محمد عبدالسلام الجوهري، مدير المركز، أن المشروع يجسد دعم القوات المسلحة للمبادرات القومية الرامية إلى تعزيز التنمية البشرية، وتحقيق الريادة في الطب الرياضي، تنفيذًا لرؤية القيادة السياسية في تطوير الأداء الرياضي من خلال أدوات علمية دقيقة.

نحو ريادة علمية وطنية

ويُبرهن هذا التقدم المتسارع في مجال البحوث الجينية على سعي الدولة المصرية للاعتماد على قدراتها الذاتية، وتعزيز الكفاءات الوطنية في مجالات الطب الحديث، بما يضع مصر على خريطة الدول المؤثرة في مستقبل العلوم الطبية والتشخيصية عالميًا.