ترامب يثير القلق في واشنطن.. تصرفات غريبة وتساؤلات حول حالته الذهنية

تزايدت في الآونة الأخيرة المؤشرات التي تدفع مراقبين داخل الولايات المتحدة وخارجها للتشكيك في الحالة الذهنية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد سلسلة من التصرفات المثيرة للجدل سواء في تصريحاته العلنية أو عبر منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا لتقرير نشرته "القاهرة الإخبارية".

فخلال الأسبوع الماضي، وبينما كانت واشنطن تواجه خطر إغلاق حكومي، نشر ترامب على منصة "تروث سوشيال" مقطع فيديو مُولّد بالذكاء الاصطناعي يُظهر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، هاكيم جيفريز، مرتديًا قبعة مكسيكية وشاربًا مبالغًا فيه على أنغام موسيقى المارياتشي. الفيديو أثار موجة من الغضب، ووصفته جماعات لاتينية بأنه "عنصري ومهين"، لكن ترامب رد بنشر مقطع آخر له وهو يرتدي القبعة ذاتها ويعزف الجيتار أمام صورة جيفريز.

ولم تتوقف غرابة تصرفاته عند هذا الحد؛ إذ أعاد نشر فيديو آخر تولده الذكاء الاصطناعي يُظهر نسخة رقمية منه داخل المكتب البيضاوي تعلن عن مشروع خيالي باسم "مستشفيات الأسرة الطبية" لتوزيع "بطاقات علاجية" على الأمريكيين، مستندًا إلى نظريات مؤامرة يمينية تزعم وجود أجهزة طبية خارقة مخفية عن العامة. ورغم حذف الفيديو لاحقًا، تساءل كثيرون عمّا إذا كان ترامب قد ظن فعلًا أن المشهد حقيقي.

المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، اكتفت بالقول إن "الرئيس شاهد الفيديو ونشره ثم حذفه، وهو يستخدم وسائل التواصل بشفافية تامة"، لكن تصريحاتها لم تُبدد الغموض بشأن طبيعة تفكير ترامب في هذه المرحلة.

كما تكررت أخطاء ترامب اللفظية في مناسبات عدة، كان آخرها زعمه أن دواء "تايلينول" يسبب التوحد لدى الحوامل، وتحدث بشكل غامض عن "عبقرية يمكن منحها للجنين". وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلط بين ألبانيا وأرمينيا أثناء حديثه عن اتفاق السلام في القوقاز، وهو الخطأ الذي كرره لاحقًا على قناة "فوكس نيوز".

كما نشر منشورًا عن حادث إطلاق نار مزعوم في كنيسة بولاية ميتشيجان، قبل أن ينتقل بعد ساعات للحديث عن ديكورات البيت الأبيض المصنوعة من "ذهب عيار 24"، دون أي تعليق إضافي على الحادث.

وفي اجتماع عقده الأسبوع الماضي مع قادة عسكريين في فيرجينيا، بدا ترامب مرهقًا ومشتتًا، وتحدث عن "قصف منشأة نووية إيرانية" بطريقة أربكت الحاضرين وأثارت مخاوف بشأن قدرته على التركيز. وختم الاجتماع باقتراح مثير للجدل دعا فيه لاستخدام مدن أمريكية كبرى مثل سان فرانسيسكو ونيويورك وشيكاغو كـ"ميادين تدريب للجيش"، ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط العسكرية.

الجنرال المتقاعد باري مكافري وصف الاجتماع بأنه "أحد أكثر المواقف غرابة وإزعاجًا في حياته"، مشيرًا إلى أن ترامب بدا "مشوشًا ومتقلبًا وغير قادر على متابعة تسلسل أفكاره".

وفي ضوء هذه الوقائع، صرّحت عضوة الكونغرس الديمقراطية مادلين دين بأن "الرئيس غير متزن.. إنه مريض"، في إشارة صريحة إلى تنامي المخاوف داخل الدوائر السياسية الأمريكية من تدهور الحالة الذهنية لترامب.