باسم يوسف يعود للشاشات بعد غياب طويل: "مصر تغيرت وأنا أخشى ألا أجد نفسي فيها"

عاد الإعلامي الساخر باسم يوسف للظهور على الشاشة بعد أكثر من عقد من الغياب، ضيفًا على برنامج «كلمة أخيرة» عبر قناة ON مع الإعلامي أحمد سالم، في حلقة استثنائية أعادت للجمهور صوته الساخر المميز، وكشفت كواليس رحلته الإنسانية والمهنية خلال السنوات الماضية.

وفي حديثه الأول منذ سنوات، أعرب يوسف عن شوقه الكبير لمصر، لكنه أشار إلى أن مصر التي يتذكرها تختلف عن واقع 2025، قائلاً: "مصر اللي في خيالي هي مصر 2014، لكن مصر 2025 بقت حاجة تانية خالص. بخاف أرجع ألاقي نفسي غريب عن البلد اللي عشت فيها 40 سنة". وأضاف أن إحساس الغربة لا يقتصر على البعد الجغرافي، بل على تغير الروابط والمشاعر مع مرور الوقت.

وكشف يوسف أن سنوات الغياب لم تكن سهلة، وأنه مر بفترات من الشلل الإبداعي بعد توقف برنامجه الشهير «البرنامج»، قائلاً: "قعدت أكتر من سنتين مشلول، مش قادر أكتب ولا كلمة، كنت حاسس إني من غير البرنامج ما أساويش حاجة". وأوضح أن النجاح الكبير الذي حققه جعل التوقعات عليه ثقيلة، مضيفًا: "الناس كانت شايفة إن باسم لازم يفضل زي ما هو، لكن الكوميديا عمرها قصير، والكوميديا السياسية أقصر لأنها مرتبطة بالأحداث اليومية".

وحول سبب عدم تقديم نسخة جديدة من برنامجه خارج مصر رغم العروض التي تلقاها، أوضح يوسف أن «البرنامج» كان وليد عصره وظروفه، وأن نجاحه كان مرتبطًا بالبيئة المحلية، قائلاً: "البرنامج كان مؤثر لأنه كان من جوه البلد، من قلب الناس. إعادة التجربة من الخارج كانت ستفقده معناه".

وأكد باسم يوسف أنه بعد توقف برنامجه شعر بالفراغ والضياع، واضطر لإعادة اكتشاف نفسه بعد فقدان المنصة التي صنعت شهرته: "بعد البرنامج ما وقف، حسّيت إن كل اللي بنيته اختفى فجأة، كنت بدوّر على نفسي ومش لاقيها". وأضاف: "الشهرة حاجة جميلة بس مرعبة، لأنها بتحطك في مقارنة دائمة مع نفسك القديمة ومع توقعات الناس اللي مش عايزة تشوفك بتتغير".

وعن الحنين لمصر وخوفه من العودة، قال يوسف: "فيه إحساس غريب بيخليني أخاف أرجع، مش عشان البلد، لكن عشان نفسي.. خايف أرجع ألاقي نفسي مش عارفها". وأضاف أن الغربة غيّرته من الداخل: "اللي بيعيش بره سنين طويلة بيتغير، بيبقى عنده نظرة تانية لكل حاجة، بس في نفس الوقت بيحس دايمًا إن جزء منه اتسحب واتساب هناك".

واختتم باسم يوسف اللقاء بالتعبير عن امتنانه للجمهور الذي لم ينسه رغم مرور السنوات، مؤكدًا أن علاقته بمصر لم تنقطع، لكنها تحولت إلى شوق دائم، مضيفًا مبتسمًا: "يمكن أنا غبت عن الشاشات، بس محدش يقدر يغيب عن حب الناس، ولا عن حب البلد اللي شكّلتك".