

المالديف تشيد بدور مصر في إحلال السلام الإقليمي

أشاد وزير خارجية المالديف، الدكتور عبد الله خليل، بالدور الإقليمي البارز الذي تلعبه مصر في تعزيز الاستقرار والسلام والأمن في الشرق الأوسط، مؤكداً أن القاهرة أثبتت قدرتها على قيادة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء النزاعات وتحقيق التوازن الإقليمي، ولاسيما خلال الفترة الأخيرة التي شهدت توقيع اتفاق وقف الحرب في غزة برعاية مصرية.
جاء ذلك خلال لقائه، اليوم السبت، مع الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في القاهرة، حيث تناول الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والمالديف، وبحث فرص التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية والتعليمية.
وخلال المباحثات، أعرب الوزير المصري عن تطلع القاهرة لتوسيع نطاق التعاون الثنائي مع المالديف، بما يتماشى مع أولويات التنمية في البلدين، مشيراً إلى أن مصر حريصة على تعميق العلاقات مع الدول الآسيوية، خاصة تلك التي تربطها بها علاقات تاريخية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
كما استعرض عبد العاطي رؤية مصر لدعم النشاط السياحي بين البلدين، موضحاً أن السياحة تمثل محورًا رئيسيًا في العلاقات الاقتصادية، وأن هناك اهتمامًا مصريًا بزيادة أعداد السائحين القادمين من المالديف إلى المقاصد السياحية المصرية، خاصة المدن الساحلية والآثرية التي تحظى بإقبال عالمي متزايد.
وفي السياق ذاته، تناول اللقاء بحث فرص التعاون في مجالات التعليم والتدريب وبناء القدرات، حيث تم الاتفاق على زيادة المنح الدراسية المقدمة من الأزهر الشريف والجامعات المصرية للطلاب من المالديف، بما يسهم في تعزيز التواصل الثقافي وتبادل الخبرات الأكاديمية. كما تم التطرق إلى أهمية تنظيم فعاليات ثقافية وفنية مشتركة تعكس القيم الحضارية والتراثية للشعبين الصديقين.
وعلى الصعيد الإقليمي، استعرض وزير الخارجية المصري نتائج قمة شرم الشيخ للسلام التي عقدت في 13 أكتوبر الجاري، والجهود المكثفة التي قادتها مصر بالتنسيق مع الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين للتوصل إلى اتفاق تاريخي لوقف الحرب في غزة.
وشدد عبد العاطي على أهمية التزام طرفي الاتفاق ببنوده لضمان تثبيت الهدنة ودعم الاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن القاهرة تتابع عن قرب ملف المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، وتستعد لاستضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار خلال النصف الثاني من نوفمبر المقبل.
من جانبه، أكد وزير خارجية المالديف حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر في مجالات التنمية المستدامة والطاقة المتجددة والسياحة والتعليم، مشيداً بالخبرات المصرية الرائدة في هذه المجالات. كما ثمّن الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في دعم القضية الفلسطينية والتوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي معاناة المدنيين ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.
وفي ختام اللقاء، وقع الوزيران على مذكرة تفاهم لإنشاء آلية للتشاور السياسي بين البلدين، تهدف إلى دعم العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يعزز الشراكة بين القاهرة وماليه ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون المستقبلي.
