السبت 25 أكتوبر 2025 | 04:47 م

حرب التصريحات بين ترامب ومادورو.. هل تقترب فنزويلا والولايات المتحدة من مواجهة عسكرية فعلية؟

شارك الان

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا توترًا متصاعدًا في الآونة الأخيرة، بعد أن صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته تجاه حكومة نيكولاس مادورو، مصحوبًا بتحركات عسكرية متزايدة في منطقة البحر الكاريبي، تحت ذريعة "محاربة إرهاب المخدرات". وبينما يرى مراقبون أن المنطقة تقف على أعتاب مواجهة عسكرية وشيكة، يؤكد آخرون أن الصراع لا يزال محصورًا في نطاق التهديدات والضغوط المتبادلة.

وفقًا لتقارير صحفية، من بينها تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن إرسال واشنطن حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" إلى البحر الكاريبي، برفقة عشرات الطائرات المقاتلة الشبحية وسفن حربية متعددة المهام، يعدّ إشارة واضحة إلى نية الإدارة الأمريكية توسيع نطاق عملياتها العسكرية في المنطقة. وتأتي هذه التحركات في وقت تنفذ فيه القوات الأمريكية ضربات متكررة ضد زوارق يُشتبه بانتمائها إلى عصابات تهريب مخدرات فنزويلية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، منتصف أكتوبر الجاري، عن مقتل 6 مهربين مشتبه بهم قبالة سواحل فنزويلا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 27 قتيلاً منذ سبتمبر الماضي، في عمليات تصفها واشنطن بأنها "لمكافحة التهريب"، بينما تراها كاراكاس تصعيدًا عسكريًا مقصودًا.

مادورو يحذر وترامب يلوّح بالقوة

من جانبه، حذر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من أن أي عمل عسكري أمريكي ضد بلاده سيؤدي إلى "تلطيخ يد واشنطن بالدماء"، داعيًا المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفه بـ"الاستفزاز الأمريكي المتعمد".
في المقابل، أكد ترامب أنه فوّض وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تنظر في خيارات ميدانية إضافية إذا استمرت "أنشطة المخدرات والإرهاب المدعومة من النظام الفنزويلي"، على حد وصفه.

يرى عدد من المحللين العسكريين أن التصعيد الأمريكي "يضع المنطقة على شفا حرب شاملة"، خصوصًا بعد الحشد البحري والجوي الأمريكي الأكبر منذ عقود في الكاريبي. ويعتقد هؤلاء أن تحركات واشنطن لا تقتصر على محاربة التهريب، بل تهدف ضمنيًا إلى إضعاف نظام مادورو وربما التمهيد لتغيير سياسي في كاراكاس.

إلا أن خبراء آخرين استبعدوا اندلاع مواجهة مباشرة في المدى القريب، مؤكدين أن واشنطن لا تملك تفويضًا من الكونجرس لاستخدام القوة ضد فنزويلا، وهو ما يشكل عائقًا قانونيًا وسياسيًا أمام أي عمل عسكري واسع النطاق. كما أن الولايات المتحدة، بحسب بعض المحللين، لا ترغب في الانخراط في حرب جديدة في نصف الكرة الغربي قد تثير معارضة داخلية ودولية.


تشير التطورات الحالية إلى أن حرب التصريحات بين ترامب ومادورو باتت تحمل أبعادًا عسكرية واقتصادية وسياسية متشابكة. فبينما تحاول إدارة ترامب فرض ضغط استراتيجي على كاراكاس، يسعى مادورو إلى استثمار الأزمة داخليًا لتعزيز صورته كمدافع عن السيادة الوطنية في مواجهة "الهيمنة الأمريكية".

استطلاع راى

هل تعتقد أن القمة العربية ستنجح في تحقيق تضامن عربي حقيقي في القضايا الإقليمية؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 4725 جنيهًا
سعر الدولار 49.44 جنيهًا
سعر الريال 13.18 جنيهًا
Slider Image