صورة تلخص مأساة الفاشر.. أم تحتضن طفلها وسط نيران الحرب في السودان

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، صورة مؤثرة يُعتقد أنها مولّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لكنها تعكس واقعًا مأساويًا حقيقيًا يعيشه سكان مدينة الفاشر السودانية، التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أسابيع.
وتُظهر الصورة أمًا تحتضن طفلها الصغير وسط صحراء قاحلة تشتعل بنيران الحرب، فيما تلوح في الأفق ظلال مقاتلين يحملون أسلحتهم، وكأن الموت يطوّق الأم وطفلها من كل جانب. مشهدٌ اختصر فصول المأساة السودانية، وأعاد إلى الأذهان صورًا مشابهة لمعاناة المدنيين في مناطق الصراع حول العالم.

ورغم أن الصورة ليست حقيقية في أصلها الفني، إلا أنها جسّدت بصدق معاناة آلاف الأمهات السودانيات في الفاشر، حيث يعيش المدنيون تحت وابل من القصف والمعارك العنيفة التي أجبرت مئات الأسر على النزوح من منازلهم في ظل تدهور إنساني غير مسبوق.

وتشهد المدينة، الواقعة في ولاية شمال دارفور، قصفًا متبادلاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما تسبب في انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الصحية، إضافة إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية.

وباتت صورة الأم وطفلها رمزًا لمعاناة الفاشر، إذ يرى فيها كثيرون اختصارًا لحال المدنيين المحاصرين في المدينة، الذين يعيشون منذ أسابيع في خوف دائم، بلا ممرات آمنة أو أماكن لجوء.

وأكدت منظمات إغاثية دولية أن الوضع الإنساني في دارفور «كارثي بكل المقاييس»، مشيرة إلى فقدان السيطرة على المستشفيات والمخازن، وانتشار جرائم النهب والعنف ضد المدنيين.

وربط عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الصورة المؤثرة بمشهد «محمد الدرة» في فلسطين قبل أعوام، عندما حاول والده حمايته من القصف وسط الأنقاض، مشيرين إلى أن المشهد في السودان يكرر الوجع الإنساني نفسه، وإن اختلفت الأسماء والمواقع.

وفي الفاشر، كما في غيرها من مناطق النزاع، تبقى الأمومة عنوانًا للصمود في وجه الدمار، وصورة الأم التي تضم طفلها وسط أزيز الرصاص تُذكّر العالم بأن المأساة السودانية ليست مجرد أرقام، بل وجوه وأرواح تحارب من أجل البقاء.