حسام السويفي يكتب: الفريق محمد عباس حلمي.. الجنرال الذي يفتح عصرا جديدا لحزب حماة الوطن
يراهن المراقبون والمحللون السياسيون على أن الفريق محمد عباس حلمي، رئيس حزب حماة الوطن، قادر على إحداث تحول نوعي في الحياة السياسية المصرية، وتحويل الحزب إلى أحد أهم الكيانات الفاعلة في المشهد الحزبي والبرلماني خلال المرحلة المقبلة. فالمعطيات، كما يقول السياسيون، لا تخطئ نتائجها؛ ومن يتأمل مسيرة الرجل يوقن أن صلابته الإدارية، وانضباطه العسكري، ورؤيته الواقعية، تؤهله لأن يقود الحزب نحو مرحلة جديدة من العمل المؤسسي والوطني.
منذ توليه رئاسة الحزب، بدا واضحًا أن الفريق حلمي لا يسعى إلى مجرد إدارة كيان سياسي تقليدي، بل إلى بناء ماكينة سياسية وطنية تعمل بمنهج التخطيط العلمي، والإدارة بالكفاءة، والتفاعل مع قضايا المجتمع بواقعية. فالرجل القادم من خلفية عسكرية رفيعة، اعتاد أن يحوّل الأفكار إلى خطط، والخطط إلى إنجازات، وهو ما ينعكس في توجهه نحو تطوير بنية الحزب التنظيمية، وتأهيل كوادره السياسية والإدارية لخوض غمار الانتخابات والمنافسة على خدمة المواطن لا على مقاعد البرلمان فقط.
ويرى مقربون من الحزب أن انتخاب الفريق محمد عباس حلمي رئيسًا للحزب يمثل مرحلة جديدة في مسيرة “حماة الوطن”، تهدف إلى تعزيز الحضور السياسي والبرلماني، وترسيخ الدور الوطني المسؤول للحزب، خصوصًا في ظل التحديات الداخلية والإقليمية الراهنة. فالحزب، الذي يضم نخبة من الكوادر ذات الخبرات المتنوعة في الإدارة والسياسة والاقتصاد، يملك فرصة حقيقية لأن يكون أحد أعمدة العمل الحزبي الجاد، بعيدًا عن الشعارات والاصطفافات الأيديولوجية الضيقة.
وُلد الفريق محمد عباس حلمي في 20 يناير عام 1961، وتخرج في الكلية الجوية عام 1982 حاصلًا على بكالوريوس الطيران والعلوم العسكرية. منذ سنوات خدمته الأولى، عُرف بانضباطه ودقته وحرصه على تطوير ذاته، فتابع دراسته العسكرية المتقدمة حتى حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، ثم زمالة كلية الحرب العليا، والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا والدورة العليا لكبار القادة.
تدرّج الفريق حلمي في عدد من المناصب القيادية داخل القوات الجوية المصرية، حتى تم تعيينه قائدًا للقوات الجوية في يونيو 2018 خلفًا للفريق يونس المصري، وتمت ترقيته إلى رتبة فريق في يوليو من العام نفسه. وخلال فترة قيادته، أشرف على تطوير منظومات التسليح والتدريب، وفتح آفاق جديدة للتعاون العسكري مع العديد من الدول، ما عزز من قدرات القوات الجوية المصرية لتصبح أحد أهم أفرع القوات المسلحة تطورًا وكفاءة.
وفي أغسطس 2022، تم تعيينه وزيرًا للطيران المدني ضمن التشكيل الوزاري الجديد الذي وافق عليه مجلس النواب، حيث تولى إدارة قطاع حيوي يواجه تحديات اقتصادية بعد جائحة كورونا. نجح خلال فترة توليه الوزارة في إعادة هيكلة شركات الطيران والمطارات، وتحسين الخدمات الجوية، ووضع أسس جديدة للاستثمار في مجال النقل الجوي، ما جعله نموذجًا للوزير العملي صاحب الرؤية الواقعية.
حصل الفريق محمد عباس حلمي على عدد كبير من الأوسمة والنياشين تقديرًا لعطائه العسكري والوطني، منها: نوط الخدمة الممتازة، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى، وميداليات ثورتي 25 يناير و30 يونيو، واليوبيل الفضي لنصر أكتوبر، وميدالية الخدمة الطويلة، واليوبيل الذهبي لثورة 23 يوليو 1952، وغيرها من التكريمات التي تجسد مسيرته الممتدة في خدمة الوطن.
يؤمن الفريق حلمي بأن الحزب يجب أن يكون شريكًا فاعلًا في التنمية الوطنية، لا مجرد معارضة شكلية أو تكتل انتخابي. ومن هذا المنطلق، بدأ خطواته الأولى داخل الحزب بإعادة هيكلة الأمانات المركزية والمحافظات، وتوسيع قاعدة المشاركة للشباب والمرأة، وإعداد برامج تدريبية لتأهيل قيادات حزبية قادرة على التواصل مع الشارع المصري والتعبير عن همومه بموضوعية.
كما يؤكد أن المرحلة المقبلة تتطلب من الأحزاب أن تنتج الحلول لا أن تكتفي بالشعارات، وأن تساند الدولة في جهودها لبناء الجمهورية الجديدة عبر رؤى واقعية تعالج القضايا الاقتصادية والاجتماعية من منظور وطني جامع.
وفي ظل هذه الرؤية المتكاملة، يعلق الكثيرون آمالهم على أن يحول الفريق محمد عباس حلمي حزب حماة الوطن إلى نموذج للحزب العصري المنضبط، القادر على الجمع بين الانتماء الوطني، والكفاءة السياسية، والعمل البرامجي، بما يخدم المواطن المصري ويعزز التجربة الحزبية في مصر الحديثة.


