قنابل الوهم.. حين حاول الإخوان تفجير فرحة المصريين بالمتحف المصري الكبير
لم تعد جماعة الإخوان تملك سوى رماد الأكاذيب، ولا ترفع في وجه مصر سوى راية الوهم. فبعد أن سقط مشروعها في الحكم، وانكشفت عوراتها أمام الشعب، ت retreatت الجماعة إلى كهوف الإعلام المظلم، تمارس من هناك آخر فصول الإرهاب: اغتيال الفرح.
في كل مرة يبتسم فيها المصريون، يشهر الإخوان سلاح الشائعة، وفي كل لحظة فخرٍ وطني، يحاولون تسميم الأجواء بجرعة حقد جديدة. وجاء افتتاح المتحف المصري الكبير أكبر صرح حضاري في القرن كصفعة مدوّية على وجه الجماعة التي طالما أنكرت على مصر قدرتها على النهوض.
لم يكن المتحف بالنسبة لهم مجرد مبنى من حجر، بل رمزًا لانتصار الدولة على الفوضى، والعلم على الجهل، فاشتعلت غرفهم الإلكترونية من إسطنبول إلى لندن، وأطلقت ماكينتهم الافتراضية دفعة جديدة من "قنابل الوهم" عبر قنواتهم وصفحاتهم على تليجرام وتويتر.
ميدان الأكاذيب.. يحيى موسى يقود معركة الوهم
من منصة "ميدان" التي أسسها الإرهابي الهارب يحيى موسى، خرجت أولى شظايا الحملة. كتب موسى، المحكوم عليه في قضية اغتيال النائب العام هشام بركات، سلسلة منشورات يتهم فيها الدولة بخداع الشعب عبر افتتاح المتحف، زاعمًا أن البريق يخفي الفشل.
لكن الحقيقة أضاءت المشهد كله: فالمتحف المصري الكبير لم يُموّل من جيوب الفقراء كما روّجوا، بل قام على تمويل مشترك مصري–ياباني، ضمن خطة تنموية وثقافية ضخمة جعلته من أعظم متاحف العالم.
لم يكن هدف موسى إقناع أحد، بل إثارة الغبار حول الضوء. فكل ما تريده الجماعة هو تحويل الفخر إلى شكّ، والإنجاز إلى مؤامرة.
تحالف الأكاذيب.. إسرائيل في خدمة الشائعة
بعد ساعات، دخلت على الخط صفحة "صدى مصر" الإخوانية لتطلق أكذوبة أكثر وقاحة: أن المتحف بُني لصالح إسرائيل!
ولتكتمل المسرحية، اختلقت الصفحة تغريدة مزيفة منسوبة للباحث الإسرائيلي إيدي كوهين، تزعم أن إسرائيل "تشكر مصر" على افتتاح المتحف.
لكنّ التحقيق السريع كشف كل شيء بأنه لا وجود لتلك التغريدة، ولا علاقة لكوهين بالموضوع، ولم يكن زاهي حواس هو صاحب فكرة المتحف أصلًا كما زعموا. إنها فبركة كاملة، هدفها إشعال الغضب وتغذية نظرية المؤامرة.
والمفارقة أن الأكذوبة نفسها كشفت ما هو أعمق: التحالف النفسي بين الإخوان وإسرائيل، فكلاهما يخشى مصر القوية المتحضّرة، ويحتفل فقط حين تتعثر.
ثورة المفاصل.. الجيل الإلكتروني الجديد للإخوان
الوجوه القديمة للجماعة بدأت تخفت، لكن على تليجرام ومنصات "إكس" برز جيل جديد يسمي نفسه "ثورة المفاصل"، بقيادة خالد السيرتي من الولايات المتحدة.
نشر السيرتي منشورات تصف افتتاح المتحف بأنه "عار"، وكأن الإنجاز الوطني جريمة!
أما صفحة "ثورة مصر" فزعمت أن المتحف بني بالديون، متجاهلة الحقيقة التي يعرفها الجميع: أن اليابان تموّل المشروع، وتسترد القرض من عوائد السياحة دون تحميل المواطن قرشًا واحدًا.
هؤلاء هم أبناء الجيل "Z" الإخواني — جيل الأكاذيب السريعة، الذي يتلقى أوامره من غرف عمليات في لندن وإسطنبول، ويعيد تدوير السم نفسه في قوالب شبابية براقة.
شائعة الانفجار.. محاولة لاغتيال الفرح
صباح اليوم التالي للافتتاح، خرجت قنوات جبهة لندن التابعة لصلاح عبد الحق لتبث شائعة مفزعة: "انفجار قرب ميدان الرماية!"
الخبر الكاذب انتشر كالنار، أعادت تداوله صفحات "ميدان" و"رصد" و"ثورة المفاصل" في تنسيق واضح.
لكنّ وزارة الداخلية المصرية أطفأت الفتيل سريعًا ببيان رسمي نفت فيه أي انفجار، مؤكدة أن الشائعة صناعة إخوانية خالصة هدفها ربط الفرح بالخوف.
وفي دقائق، رد المصريون بصورهم أمام المتحف، يحتفلون بالحدث متحدّين أكاذيب الجماعة.
لقد انفجرت القنبلة فعلًا، لكنها لم تدمّر شيئا سوى مصداقية الإخوان.
قنوات لندن وإسطنبول.. سموم في الهواء
لم تهدأ قنوات الجماعة في الخارج. خرج محمد ناصر وأسامة جاويش في بث مسموم يهاجمان الافتتاح، ويتحدثان عن "تبديد الأموال"، متناسين أن هذا الصرح بات قبلة للعالم، وأن ملايين المصريين يتباهون به كما يتباهون بالأهرامات.
لكن الرد هذه المرة لم يأتِ من الحكومة، بل من الناس أنفسهم، إذ غصّت مواقع التواصل بالسخرية من "غضب الإخوان"، حتى أصبح المثل الدارج كل مشروع يغضب الإخوان، هو مشروع ناجح.
المتحف.. معركة الوعي التي خسرها الإخوان
المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد جدران تحوي تماثيل الفراعنة، بل رسالة حضارية تقول إن مصر التي بنت الأهرامات تبني حاضرها من جديد.
ذلك ما يخيف الجماعة، لأنهم يعرفون أن الحضارة تسحق الجهل، والنور يبدد الظلام.
إنهم أبناء الفوضى، لا يحتملون أن يروا مصر وهي تستعيد بهاءها. فالمتحف بالنسبة لهم قنبلة رمزية انفجرت في وعي الناس، وأسقطت آخر أوراقهم التي يختبئون خلفها.
وعي المصريين ينتصر
فشلت الجماعة في إسقاط مصر بالإرهاب، وفشلت في ترويعها بالتحريض، وها هي تفشل في تشويه فرحتها بالشائعات.
لقد اجتاز المصريون اختبار الوعي بامتياز؛ لم تنطلِ عليهم تغريدة مزيفة من لندن، ولا بث مباشر من إسطنبول.
المتحف المصري الكبير لم يكن حدثًا أثريًا فحسب، بل لحظة وعي وطني قال فيها المصريون كلمتهم: من يكره فرحتنا لا مكان له بيننا.
وهكذا، سقطت قنابل الوهم الإخوانية تحت أقدام الحقيقة، وبقي المشهد الأخير كما أراده المصريون وهو أن مصر تفرح، والإخوان يحترقون.
