بعد 78 عامًا من العزلة.. ترامب يفتح الباب أمام سوريا لإعادة الإعمار برفع العقوبات

 شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن، اليوم الاثنين، حدثًا دبلوماسيًا تاريخيًا تمثل في لقاء رسمي بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في خطوة رمزية تعكس عودة دمشق إلى الساحة الدولية بعد عقود من العزلة، إذ يُعد الشرع أول رئيس سوري يزور المكتب البيضاوي منذ استقلال سوريا عام 1946.

تركزت المباحثات بين الرئيسين، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، على تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ما يشير إلى مرحلة جديدة من الانفتاح الأمريكي على دمشق بعد النجاحات التي حققتها الحكومة السورية داخليًا وخارجيًا، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية سانا.

وجاءت زيارة الشرع، الذي وصل إلى واشنطن قادمًا من البرازيل بعد مشاركته في قمة المناخ COP30، لتكون اللقاء الثالث بينه وبين ترامب، بعد اجتماعين سابقين في الرياض ونيويورك.

وتكتسب الزيارة أهمية خاصة بالنسبة لملف إنهاء العقوبات المفروضة على سوريا، وأبرزها قانون قيصر الذي أثّر على الاقتصاد وأعاق جهود إعادة الإعمار. وذكر الشرع خلال لقائه مع المنظمات السورية في واشنطن أن "العقوبات في مراحلها الأخيرة وعلينا متابعة العمل لرفعها"، في إشارة إلى تقدم الملف بشكل ملموس.

ويعكس التحول الأمريكي الأخير هذا التوجه، حيث أصدر ترامب في يونيو الماضي أمرًا تنفيذيًا بإنهاء برنامج العقوبات على سوريا، مع الإبقاء على العقوبات الفردية ضد مجرمي الحرب، وتلاه تصويت مجلس الشيوخ في أكتوبر لصالح إلغاء قانون "قيصر"، بينما لا يزال الأمر بحاجة إلى تصديق مجلس النواب وتوقيع الرئيس ترامب ليصبح رسميًا.

ويؤكد هذا التحول الدبلوماسي أن سوريا، التي عانت سنوات طويلة من الحرب والعزلة، تتجه نحو مرحلة تاريخية لاستعادة مكانتها كوجهة استثمارية رئيسية وفاعل أساسي في استقرار المنطقة، مع التركيز على التعافي الاقتصادي والتنمية.