توتر جديد بين تايلاند وكمبوديا بعد إصابة جنود.. بانكوك تطالب باعتذار وتحقيق في زراعة ألغام أرضية

طالبت الحكومة التايلاندية، اليوم الأربعاء، نظيرتها في كمبوديا بتقديم اعتذار رسمي بعد حادثة انفجار ألغام أرضية جديدة على الحدود بين البلدين، ما أدى إلى إصابة أربعة جنود تايلانديين، في تطور جديد يعكس تصاعد التوتر الدبلوماسي بين الجارتين في جنوب شرق آسيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التايلاندية نيكورنديج بالانكورا، في تصريحات نقلتها شبكة تشانيل نيوز آشيا، إن بلاده “تنتظر اعتذارًا واضحًا من الجانب الكمبودي”، مشيرًا إلى أن بانكوك “طلبت من كمبوديا فتح تحقيق عاجل لتقصي الحقائق وتحديد المسؤول عن الحادث”، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات تضمن عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً.

وأضاف المتحدث أن الخارجية التايلاندية “ترى أن ما حدث يُعد خرقًا خطيرًا للتفاهمات الأمنية بين البلدين”، مؤكدًا أن بانكوك حريصة على الحفاظ على الاستقرار الحدودي، لكنها “لن تتسامح مع أي تصرف يهدد سلامة جنودها”.

وفي المقابل، رفض متحدث باسم الحكومة الكمبودية الإدلاء بتعليق رسمي على طلب تايلاند، في وقت لا تزال فيه الاتصالات الدبلوماسية بين الطرفين محدودة منذ تصاعد الأزمة الأخيرة.

وكان الجيش التايلاندي قد أعلن، يوم الاثنين الماضي، أن لغماً أرضياً انفجر في مقاطعة "سيسا كيت" الحدودية، ما أسفر عن إصابة أربعة من جنوده أثناء قيامهم بدورية روتينية في المنطقة المتاخمة للحدود الكمبودية.

وعقب الحادث، أعلن المتحدث باسم الحكومة التايلاندية سيريبونج أنجكاساكولكييت أن بلاده قررت تعليق العمل باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم التوصل إليه بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أكتوبر الماضي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، حتى تتضح ملابسات الحادث بشكل كامل.

ويُذكر أن العلاقات بين تايلاند وكمبوديا شهدت فترات من التوتر المتقطع خلال العقود الأخيرة، خصوصًا في المناطق الحدودية المتنازع عليها، والتي كانت مسرحًا لمواجهات محدودة بين قوات البلدين في السنوات الماضية.

ويرى محللون أن الحادث الأخير قد يُعيد أجواء التوتر إلى المنطقة الحدودية الحساسة، ما لم يتم احتواء الأزمة عبر القنوات الدبلوماسية، خصوصًا أن البلدين يسعيان إلى تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي في إطار رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).