قصور الثقافة تناقش تراث صناعة النسجيات في مصر بمنتدى نقل الخبرة
عقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة المخرج هشام عطوة، محاضرة جديدة عبر تقنية البث المباشر، اليوم الاثنين، ضمن سلسلة محاضرات منتدى نقل الخبرة لحملة الماجستير والدكتوراه من العاملين بها، وتناولت تاريخ صناعة النسجيات في مصر.
تحدثت في المحاضرة د. حنان وهبي -أخصائي ثقافي بقصر ثقافة العاشر من رمضان- والتي أشارت أن مصر من أوائل الدول المشتهرة بصناعة الغزل والنسيج والأقمشة، حيث تعتبر من الصناعات الرئيسيّة فيها، ويمثل قطاع المنسوجات ثاني أكبر القطاعات الصناعية، حيث تتم عملية الإنتاج كاملة داخل الدولة بدءا من زراعة القطن إلى الغزل وصناعة الأقمشة والألبسة، لذا تلعب هذه الصناعة دورا رئيسيا في بناء الاقتصاد المصري.
أضافت "وهبي": تعود جذور هذه الصناعة -التي تعد تراثا وإرثا ثقافيا- إلى العصور المصرية القديمة، وتقدمت وتطورت عبر الزمن حتى وصلت إلى ما هي عليه في العصر الحديث، كما يعتبر العمل في مجال غزل الكتان والقطن حرفة مصرية قديمة، ويشار إلى أن القطاع يشمل استخدام أنواع مختلفة من المواد الأولية؛ لينتج لنا أبدع وأروع المنسوجات التي تعد فخرا للأجيال مع مر الأزمان والعصور.
وحول الحرف والتراث قالت: تعتمد الحرف في إنتاجها على المهارات الفردية الذهنية واليدوية باستخدام الخامات المتوفرة في البيئة، بما يخدم الجميع ويضمن ترقية سكان الريف والبوادي خاصة في المناطق النائية والمعزولة من خلال دعم الحرفيين ومنحهم امتيازات وتسهيلات، وتمويل مشاريعهم ومتابعتها في السياسات التنموية والوطنية التي تشجع المؤسسات الصغيرة وتعول عليها في مضاعفة الدخل القومي، والتي تعد من أهم دعائمها في خلق الثروة وإحداث توازن بين الاقاليم، وكذا في الحفاظ على التراث وسمات الهوية الوطنية خاصة في بعض المناطق التي تفردت بإنتاج بعض السلع التي ارتبطت بخصائصها الإيكولوجية والثقافية التي لم تشهد حركة صناعية ولم تعرف مخططات تنموية تتلائم مع مقوماتها وخصوصيتها الطبيعية ومعطياتها الأنثربولوجية، ولعل أهم مفتاح لنجاح مخططات التنمية يتصل بضرورة العناية والمحافظة على التراث؛ فالحرف اليدوية والصناعات التقليدية تحتل مساحة واسعة من التراث المصري.
جاءت المحاضرة ضمن برامج الإدارة المركزية للتدريب وإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام، وهي المحاضرة الثالثة ضمن المحور الرابع من محاور منتدى نقل الخبرة لحملة الماجستير والدكتوراه والمعني بالحرف البيئية والتراثية، لتأهيل العاملين بمجال الحرف التراثية وتوظيفها بالمواقع الثقافية.
وتعمل الهيئة على الاستفادة من كوادرها من حملة الماجستير والدكتوراه في التخصصات المختلفة من أجل تعظيم الاستفادة من خبراتهم ضمن برنامج فعاليات المنتدى سعيا لتبادل الخبرات بما يعود بالنفع على جودة خدماتها الثقافية والفنية ودراسة سبل تطويرها بشكل مستمر.