خبير فلسطيني لـ«مصر الآن»: إسرائيل تختلق «فضيحة معبر رفح» للهروب من الفشل.. وإحباط مصر لمخطط التهجير وضع نتنياهو تحت ضغط متزايد
في حلقة جديدة من مسلسل التضليل الإسرائيلي، تواصل تل أبيب استخدام معبر رفح كورقة قذرة لتشويه الدور المصري وتحميله تبعات جرائم الاحتلال في غزة، بينما تسعى بخطاب مفضوح للظهور بمظهر الطرف الإنساني الذي يفتح الأبواب أمام المدنيين، في وقت دمرت فيه إسرائيل القطاع وشردت سكانه وقتلت الآلاف، ثم تحاول بوقاحة سياسية تحميل مصر مسؤولية الكارثة الإنسانية التي صنعتها بيديها، عبر ادعاءات جديدة عن فتح المعبر من طرف واحد، لتفادي الضغط الأمريكي والهروب من فشلها الميداني والسياسي المتراكم.
من جهته أكد الدكتور سعيد محمد أبو رحمة، المحلل السياسي الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ«مصر الآن»، أن المزاعم الإسرائيلية حول فتح معبر رفح ليست سوى محاولة مكشوفة لتزوير الحقائق وتضليل المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن تل أبيب تعلم جيدًا أن تشغيل المعبر لا يتم إلا بتنسيق كامل مع مصر وبوجود إدارة فلسطينية رسمية على الجانب المقابل. ورغم ذلك، تتعمد إسرائيل تجاهل هذه الحقائق لإثارة البلبلة ودفع الاتهامات باتجاه القاهرة.
وأوضح أبو رحمة أن إسرائيل تحاول تصوير مصر كأنها الجهة التي تغلق المعبر، رغم إعلان القاهرة بشكل واضح أن فتحه قرار سيادي، وأن الاحتلال هو الطرف الذي يعرقل الحركة الطبيعية للمعبر منذ بداية الحرب.
وتابع: «الاحتلال يدرك حجم المأساة الإنسانية وآلاف الحالات التي تنتظر الخروج، لكنه يصر على تحويل آلام الناس إلى أداة ابتزاز سياسي».
وأشار إلى أن تل أبيب تسعى لترويج فكرة أن الفلسطينيين "ينتظرون الهروب"، بينما الحقيقة أن غالبية سكان غزة فقدوا أموالهم وممتلكاتهم ولا يمتلكون تكلفة السفر.
وأضاف: «من أراد المغادرة خرج في بداية الحرب حين كان هناك فتح محدود للمعبر، أما اليوم فالعائق الأول والأخير هو الاحتلال وليس مصر».
وأوضح أبو رحمة أن الفرق بين مرحلة الحرب وما بعدها هو أن الأولى كان يحكمها الخوف من الموت، أما الثانية فيحكمها الخوف من القهر وعودة القصف، وسط غياب تام للخدمات الأساسية.
وشدد على أن الإعمار هو البوابة الوحيدة لوقف أي تفكير في الهجرة، وغياب الإعمار فقط هو ما قد يدفع البعض للهجرة الطوعية هربًا من حياة الخيام.
وأكد أن مصر كانت ولا تزال السد المنيع أمام مشروع التهجير الجماعي الذي حاول الاحتلال فرضه خلال الحرب، وأن القاهرة أغلقت الباب أمام كل محاولات دفع المدنيين باتجاه الحدود باعتباره تهديدًا مباشرًا للأمن القومي ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
وكشف أبو رحمة أن الخلاف حول معبر رفح ليس إلا رأس الجليد، مؤكدًا أن تفجره جاء بعد فشل زيارة رئيس الشاباك الجديد "زيني" إلى القاهرة قبل يومين، حيث رفضت مصر جميع المطالب الإسرائيلية في زيارة وصفها المسؤولون بأنها "فاشلة".
وأشار إلى أن إسرائيل تحاول فرض ما تسميه «الخطة المحسّنة»، وهي نسخة مشوهة من خطة ترامب تخلو من أي التزام زمني أو انسحابات أو إعمار دولي، وتتيح لها استئناف القصف وقتما تشاء. وفي المقابل، تتمسك مصر ببنود خطة ترامب كما وردت في بيان الرفض المصري الصارم للإعلان الإسرائيلي الأحادي.
وأضاف أن الموقف المصري الصلب بإفشال مخطط التهجير، وضع حكومة نتنياهو تحت ضغط داخلي متصاعد، وسط مطالبات بدخول المرحلة الثانية من الاتفاق، محذرًا من أن تل أبيب أصبحت في ورطة سياسية وإنسانية في آن واحد.
واختتم أبو رحمة مؤكدا أنه إذا صحت المعلومات حول تسليم جثة الجندي الإسرائيلي الليلة، وعدم بقاء أي جثة أخرى في غزة، فسيتحوّل الاحتلال إلى الطرف المضطر المختار للخضوع للمطلب المصري بفتح المعبر في الاتجاهين، وعودة السكان إلى القطاع وخروج الحالات الإنسانية، موضحا ان ذلك هو جوهر الموقف المصري الذي يهدف إلى حماية الثوابت الوطنية ومنع أي مخطط تفريغ لغزة من سكانها.



