خالد منتصر يفتح النار على فيلم «الست» .. ما السبب؟

أثار الكاتب والطبيب خالد منتصر موجة واسعة من الجدل بعد انتقادات لاذعة وجّهها إلى فيلم «الست»، معتبرًا أن العمل أخفق في تقديم صورة فنية وإنسانية تليق بمكانة أم كلثوم، وواصفًا التجربة بأنها «خيانة فنية» لأسطورة الغناء العربي.

وفي مقال نشره عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، أوضح منتصر أنه تعمّد تأجيل مشاهدة الفيلم لتجنّب الاستقطاب المصاحب لعرضه، مشيرًا إلى أن البداية بدت واعدة من الناحية البصرية والدرامية، خاصة في مشاهد حفلة الأولمبيا وسقوط أم كلثوم على المسرح، قبل أن يتراجع المستوى سريعًا بسبب ما اعتبره أزمات عميقة في السيناريو والرؤية الإخراجية.

وأكد منتصر أن الفيلم وقع في فخ التبسيط التاريخي والتسطيح الدرامي، مشددًا على أن تناول سير العظماء لا يعني تحويل الفن إلى محكمة أو سجل وقائع، بل تقديم رؤية إبداعية تفسر الظاهرة الفنية دون تشويه أو افتعال.

وانتقد الكاتب تصوير شخصية أم كلثوم بشكل كاريكاتيري، لا سيما التركيز على صفة البخل، معتبرًا أن هذه الزاوية لا تفسر عبقريتها ولا تليق بمكانتها الفنية. كما وجّه ملاحظات حادة إلى أداء منى زكي، خاصة ما يتعلق باللهجة المستخدمة، واصفًا إياها بأنها غير موثقة ومفتعلة، ومؤكدًا أن «فلاحة أم كلثوم كانت قوة إرادة وعقل، لا عوجة لسان».

وتوقف منتصر عند الأخطاء الطبية والتاريخية في تناول علاقة أم كلثوم بالطبيب حسن الحفناوي، معتبرًا أن الفيلم قدّم معلومات غير دقيقة علميًا، إضافة إلى اختلاق خط درامي رومانسي لا يستند إلى حقائق موثقة.

كما أشار إلى مغالطات تاريخية تتعلق بسياق ثورة يوليو، وصورة بعض الشخصيات العامة مثل محمد التابعي وسيد قطب، فضلًا عن أخطاء مرتبطة بأغنيات ومحطات مفصلية في مسيرة كوكب الشرق.

وانتقد منتصر غياب أسماء موسيقية محورية صنعت تاريخ أم كلثوم، مثل بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وزكريا أحمد، معتبرًا أن تغييبهم لا يمكن تبريره بالاكتفاء بالتركيز على الجانب الإنساني فقط.

وفي ختام مقاله، شدد خالد منتصر على أن المشكلة لا تكمن في إثارة الجدل، بل في ما وصفه بـ«خيانة بديهيات الإبداع»، مؤكدًا أن الفيلم، رغم ضخامته الإنتاجية، مثّل فرصة ضائعة، وترك لديه شعورًا بالصدمة والحزن على تراجع دور السينما كإحدى أدوات القوة الناعمة في مصر.