رئيس التحرير يكتب: تبعيات الاعتراف الاسرائيلي بصوماليلاند ومصر في المواجهة
إعتراف إسرائيل بدولة صوماليلاند الانفصالية واضح أن له تبعيات كبيرة علي الصعيد السياسي وهو السبب وراء الرفض المصري لهذا الاعتراف٠
إتفاق إثيوبيا مع صوماليلاند في يناير ٢٠٢٤ كان مزعج لمصر ومهدد بخروج أديس أبابا للبحر فقد أدى إلى توقيع بروتوكول التعاون العسكري بين مصر والصومال" في أغسطس ٢٠٢٤ وتفعيله والاتفاق في يناير ٢٠٢٥ على ترفيع العلاقات بين مصر والصومال إلى "مستوى الشراكة الاستراتيجية".
فالخطوة الإسرائيلية الحالية أخطر من النوايا الإثيوبية اللي تداخلت عوامل كتير لتعطيلها واحتواء أخطارها ولو مؤقتا.
الإعلان الإسرائيلي ليس فقط يعطي دفعة كبيرة لتقطيع أوصال الصومال وتغيير شكل القرن الأفريقي، ده أيضا يشكل خطر مستقبلي رهيب بإمكانية تواجد "رسمي" للسلاح والعتاد الإسرائيلي في المنطقة، وتغلغل "رسمي" لها بالقرب من منابع النيل مع الأخذ في الاعتبار خصوصية علاقاتها بأديس أبابا، ومظلة ممكن تستفيد منها دول تشكل خطرا داهما على مقومات مصر الاستراتيجية وسلامتها.
والحقيقة هذه ليست مفاجأة غير متوقعة أبدًا..؟
صوماليلاند في السنوات الأخيرة من خلال رئيسها السابق موسى عبدي ورئيسها الحالي عبدالرحمن عرّو وقيادات الحكومة ومجلس النواب كثفت اتصالاتها بدول عربية وآسيوية بحثًا عن فرص للشراكة مقابل الاعتراف الدولي باستقلال كيانهم غير الشرعي عن الصومال، وتنامى بصورة ملحوظة في الإعلام الغربي – خاصة في بريطانيا اللي كانت تسيطر على هذا الجزء من الصومال حتى عام 1960 وفرنسا المهتمة بالمنطقة - خطاب يدعو إلى الاعتراف بـ"صوماليلاند" وإستغلال مقوّماتها وضخ إستثمارات فيها، بزعم أنها "دولة ديمقراطية ومناهضة للتطرّف الديني والقوى الإسلامية التي ما زالت تحظى بشعبية في الصومال الأم" التي يروّج لها كنموذج للدول الفاشلة وغير القابلة للتطور.
صوماليلاند عرضت خدماتها الإستراتيجية على دول كتير مقابل الاعتراف بها كدولة،، فنجد إن علاقتها تحسنت مع تركيا التي رعت جولات تفاوض عدة بينها وبين الصومال الأم، كما تطوّرت علاقتها بالإمارات التي أصبح ليها سنة 2021 سفير في العاصمة الانفصالية هرجيسا.
وعندما أُبرم إتفاق السلام الإبراهيمي رحّبت صوماليلاند به بين الإمارات وإسرائيل.. وكان الترحيب يحمل مؤشرات جديدة لإحتمالية إحياء التعاون مع إسرائيل.
إسرائيل من جهتها كانت أول دولة إعترفت بـ صوماليلاند بعد الاستقلال الأول عن بريطانيا عام ١٩٦٠ قبل ضمّها إلى الصومال الأم.
ثم أزدهرت العلاقات الاقتصادية بينهما بعد الانفصال الثاني في عهد الرئيس الأسبق محمد عقال، قبل أن تبطئ صوماليلاند تلك الخطوات طمعًا في الاعتراف العربي.
لكن بين الحين والآخر كان في تصريحات "تحفيزية" إسرائيلية أبرزها سنة ٢٠١٠ عندماأعلن المتحدث باسم الخارجية عن إستعداد الكيان للاعتراف بـ صوماليلاند.. وفي أكتوبر ٢٠٢٤ تقارير إسرائيلية تحدثت صراحة عن الاهتمام بإنشاء قاعدة عسكرية أو تواجد كبير في صوماليلاند.
وفي صيف ٢٠٢٥ تردد اسمها كمستقبل محتمل للنزوح القسري من غزة .
ومن شهر واحد فقط بدأت أنباء تتردد في حسابات إسرائيلية وصومالية عن اتصالات متقدمة برعاية أمريكية.



