وزيرة الهجرة تستقبل نائب رئيسة المفوضية الأوروبية للتعاون في ملفات الهجرة
استقبلت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، السيد مارجريتس سكيناس، نائب رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، والوفد المرافق له.
ورحبت وزيرة الهجرة، بنائب رئيسة المفوضية الأوروبية والوفد المرافق، موضحًة أن اللقاء يأتي لاستعراض جهود الدولة المصرية في مواجهة الهجرة غير الشرعية، واستراتيجية وزارة الهجرة وملفاتها المختلفة، وكذلك للنقاش حول تعزيز التعاون المستقبلي مع الاتحاد الأوروبي في ملفات الهجرة، وسبل انتقال العمالة المدربة وتوفير فرص للهجرة الآمنة والتعاون في مختلف الجوانب المتعلقة، ومن بينها دمج العمالة العائدة من الخارج والتعاون في مختلف المجالات التي توفر فرص العمل للشباب، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في السياق ذاته، استعرضت وزيرة الهجرة جهود محاربة الهجرة غير الشرعية، ومن بينها المبادرات والفعاليات التي قامت بها الوزارة بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة ما أثمر عن عدم خروج أي من مراكب الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ عام 2016، كما تناولت الوزيرة ما تم إنجازه خلال المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" في 14 محافظة مصدرة للهجرة غير الشرعية، تضم أكثر من سبعين قرية والعمل على تنميتها وتأهيلها وتوعية الشباب والأمهات وتوفير المزيد من الفرص البديلة للعمل، سواء كان بالتدريب المهني أو الحرفي في مجالات الفندقة والطبخ وكثير من المجالات المهنية، مشيدًة بنجاح التعاون الدولي مع الجانب الألماني من خلال المركز المصري الألماني للتوظيف والهجرة وإعادة الإدماج وفروعه من خلال ١٤ مكتب في المحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة، ورغبة عدد من الدول في إنشاء مراكز مشتركة، مشيرًة إلى استعراض كافة التفاصيل خلال زيارة الوفد رفيع المستوي للمقر الرئيسي للمركز بالمعادي.
كما أشارت الوزيرة، إلى التعاون مع منظمة الهجرة الدولية والاتحاد الأوروبي وكذلك الشركاء الدوليين ضمن برنامج THAMM، "من أجل مقاربة شاملة لحوكمة هجرة اليد العاملة وتنقل العمالة في شمال إفريقيا"، ويتناول أطر الحوكمة والاعتراف بالمهارات والتأهيل والبيانات الإحصائية وأنظمة المعلومات، موضحة ما تم من توفيره فرص عمل آمنة، وفقا لاحتياجات أسواق العمل بالخارج في مجالات حرفية ومهنية بجانب الخبرات المختلفة من العمالة الأكثر تميزًا.
وتناولت وزيرة الهجرة جهود عمل الوزارة، واستراتجية التواصل مع المصريين بالخارج، معتبرة أن الهجرة تمثل أيضًا نتائج إيجابية يمكن الاستفادة منها لتنمية الوطن في مختلف المجالات، مؤكدة أننا على تواصل مستمر مع كافة الشرائح من المصريين بالخارج، سواء العلماء والخبراء وكذلك العمالة والفنيين والحرفيين المهرة وغيرهم.
من جانبه، ثَمّن السيد مارجريتس سكيناس، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة المصرية لمواجهة الهجرة غير الشرعية، كما أشاد بما تشهده مصر في مجالات مختلفة، معربًا عن دعم الاتحاد الأوروبي لجهود الترويج للاستثمار في مصر، وتشجيع الشركات على القيام بذلك، موضحًا أن هدف الزيارة تفعيل سياسة جديدة للتعاون في مجال الهجرة مع مصر، مقترحًا إطلاق نظام جديد لاستقدام العمالة الماهرة والمدربة من مصر إلى الأسواق الأوروبية، وفقًا لمعايير واضحة ومتفق عليها، بما يضمن تعظيم فرص الهجرة النظامية المتاحة أمام الشباب، ومناقشة ظاهرة الهجرة غير الشرعية مع مختلف الجهات المعنية في مصر والاتحاد الأوروبي، والتعرف على التجربة الناجحة التي نفذتها مصر مع الوكالة الألمانية ومختلف أشكال البرامج التي تنفذها وزارة الهجرة لتوفير البدائل الآمنة وتوعية المواطنين في المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، والتدريبات المهنية التي تقدمها وزارة الهجرة والشباب لتوفير كوادر مهنية مدربة تلائم احتياجات الأسواق المستقبلة للعمالة.
وأشار نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، إلى أن ما تقوم به وزارة الهجرة، يعد نموذجًا إيجابيًا في التعامل مع قضايا الهجرة وهذا هو دور السياسات أن تحقق الأهداف المرجوة بوضع أطر حاكمة للهجرة، مشيرًا إلى أهمية التعاون ومنح الفرص للشركاء، مؤكدًا أن ذلك ما يحرص عليه الجانب الأوروبي من التعاون لتحقيق أهدافنا المشتركة وإتاحة فرص انتقال العمالة المدربة وفقا لقواعد واضحة، مؤكدًا حرصه على أن يصطحب وفدا ضخما من فريقه للتفاوض مع المؤسسات ومن بينها وزارة الهجرة للوصول لوظائف لائقة وآمنة.
وأضاف "سكيناس" أن "المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج" نموذج جيد للتعاون في مجالات الهجرة وتوفير التوعية والتدريب، متابعًا أننا بحاجة للتعاون للمزيد من مثل هذا المركز، وأن علينا أن نتعاون ليكون هناك مظلة تضم تحتها المزيد من الفرص، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي حريص على تنظيم انتقال العمالة، وأن مصر من الأسواق الجيدة للعمالة الشابة ويمكن تقديم تدريبات مهنية وحرفية، والاتفاق على إطار عمل ينظم ذلك.
وأوضح نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ترحيبه بالعمالة المدربة في المجتمعات الأوروبية، لنتعاون في استمرار الرخاء وبناء المجتمعات، مضيفًا أن لدينا قيم التسامح واحترام المرأة وغيرها من القيم التي نتفق جميعا على أهميتها، مؤكدًا أننا بحاجة لإنشاء مركز تواصل مستمر ليسهل المشروعات والتواصل حول كافة الخدمات التي نحتاج إليها جميعا، دون قيود التعقيدات والبيروقراطية، سواء كانت تلك الأمور تنظم عن طريق مركز قائم بالفعل أو موقع ينظم ذلك أو غيرها من السبل التي يمكن الاتفاق عليها لتنظيم العمالة وانتقالها، موضحًا أن حركة البشر حول العالم مفيدة للجميع، وأن علينا البدء في العمل وتنفيذ مخرجات اللقاء، ليستفيد الجميع من هذه النتائج وتحقيق الثمرة المرجوة.
وفي الإطار ذاته، أوضحت السفيرة سها جندي ردًا على ما تم طرحه خلال اللقاء، أن الدولة المصرية حريصة على رفع الوعي حول اختلاف المجتمعات والثقافات، مؤكدة أننا قمنا بذلك بالفعل لشبابنا قبل الهجرة وتعريفهم بأهمية احترام ذلك الاختلاف، مشيرة إلى تجربة الشباب الذين يتم تدريبهم في المركز الألماني ويتم توعيتهم قبل السفر وكذلك المسافرين إلى دول الخليج، فلدينا قيم وعادات وتقاليد متشابهة.
في ختام اللقاء، رحبت السفيرة سها جندي بمقترح السيد مارجريتس سكيناس، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، بإنشاء مركز للخبرات "Skills Hub"، مشيرة لأهمية دراسة سبل البدء في عمل ذلك المركز، لأن المنافع ستعم على الجميع، موضحة أن هناك الكثير من العمالة التي يمكن أن تمثل إضافة للمجتمعات بجانب الإسهام في التنمية الإنسانية التي نحرص عليها.
كما أكدت التعاون مع الوزارات والمؤسسات المختلفة، وكذلك الشركاء الدوليين ومؤسسات المجتمع، لأننا جميعا نسعى لتوفير فرص العمل الآمنة، باعتبارها حقًا من حقوق الإنسان وكذلك نحرص على أن يشارك المهاجرون خبراتهم في دفع عجلة التنمية المستدامة وتحقيق ما نطمح إليه جميعا لضمان عالم أكثر رخاء واستقرارا وأمنا.
شارك في اللقاء السفير كريستيان بيرجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، وماريا كانيلوبولو عضو مكتب نائب رئيس المفوضية، ويوهانس ليجنر نائب المدير العام للهجرة بالمفوضية الأوروبية، ولويجي سوريكا المبعوث الخاص للشئون الخارجية والهجرة، وفرانسيسكو ميزكويز رئيس وحدة الجوار وتوسيع المفاوضات، والسيدة صوفى فان هافيربيك رئيس التعاون بوفد الاتحاد الأوروبى، وذلك خلال زيارته الحالية إلى القاهرة، وذلك بحضور الدكتور صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة لشئون مكتب الوزير والتطوير المؤسسي، السفير عمرو عباس مساعد وزيرة الهجرة للجاليات، والسيدة سارة مأمون، المدير التنفيذي للمركز المصري الألماني.