«الإسكندرية الكوزموبوليتانية».. أحدث إصدارات تاريخ المصريين بهيئة الكتاب
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات تاريخ المصريين، كتاب «الإسكندرية الكوزموبوليتانية.. دراسات في تعايش البشر والمنشآت» للدكتور محمد صبري الدالي.
يحاول الكتاب رصد وتناول عدة جوانب من تاريخ الإسكندرية وأهلها، وهي جوانب تقترب وتشتبك بشكل مباشر مع قضايا الحداثة في مصر بشكل عام، وفي مدينة الإسكندرية بشكل خاص وذلك بالاعتماد على المصادر بشكل اساسي، ومحاولة قراءتها بشكل خلاق.
تم إعداد هذه الدراسات على مدى سنوات طويلة، وسبق نشر بعضها في مصر أو في خارجها، على أن المؤلف هنا قام بجمعها في كتاب واحد، لاسيما وأنها تشترك في تناول جوانب في غاية الأهمية من تاريخ الإسكندرية والإسكندرانية، ومحيطها المحلي والإقليمي والدولي.
بدأت فكرة الدراسة الأولى، وفي الأساس، في إطار محاولة للتعرف على أوضاع الأوربيين في مدينة الإسكندرية إبان العصر العثماني، لكنها انتهت إلى العنوان التالي: «قبل الاستعمار والحداثة الغربية - الأوربيون في الإسكندرية بين التعايش المشترك والاختلاف».
أما الأسئلة الرئيسة في هذه الدراسة، فيمكن طرحها كالتالي: إلى أي مدى تعايش السكندريون مع الآخر (الأوربي، وغير الأوربي) وما أشكال ومظاهر ذلك؟ وهل وجود الخلافات والمشكلات يعني عدم وجود «التعايش»، أم أنه يمكن النظر إلى الخلافات والمشكلات باعتبارها نتيجة طبيعية للاختلافات والتدافع والتنافس، وأدلة حقيقية على وجود التعايش؟، وإذا كان من معطيات ومظاهر الحداثة وجود أفكار «العيش المشترك » و «الكوزموبوليتانية»، فهل كانت هذه المظاهر موجودة في الإسكندرية قبل الاحتلال الفرنسي (۱۷۹۸ - ۱۸۰۱م)، أم أنها فقط ابنة «الحداثة الغربية في القرن التاسع عشر وما بعده؟
حاول المؤلف الإجابة عن هذه الأسئلة واختبار صحة طُروحاته من خلال تناول القضايا الرئيسة التالية: تعدد إثنيَّات وأصول ولغات ولهجات المجتمع السكندري ضخامة أعداد سكان المدينة، وتعدد أنشطة سكانها وخلقها إمكانية وضرورات التعايش المشترك من النواحي الواقعية قبل النواحي القانونية، وأعداد وأنشطة الأوربيين في الإسكندرية ودلالاتها على التعايش في ظل التنافس الطبيعي وكَوِّن الإسكندرية مدينة منفتحة على الجميع وللجميع دون تفرقة بين الأجناس أو الأديان وأماكن سكن الأوربيين ودلالاتها على التعايش وعدم العزلة وكيف خالفت ممارسات الناس أمور الدين والتقاليد أحيانًا، لكنها كانت تعكس التعايش بينهم ونماذج من حياة الأوربيين في الإسكندرية «الزواج، المعيشة، الملبس، ممارسة الهوايات، حرية التنقل».