شفيق التلولي لـ«مصر الآن»: مصر بقيادة السيسي ستنجح في مؤتمر إعمار غزة كما بنت مدينة كاملة في القطاع منذ أربع سنوات

أكد الدكتور شفيق التلولي، عضو المجلس الوطني الفلسطيني والباحث السياسي، أن مصر ماضية بثبات نحو إنجاح مؤتمر إعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أن المؤتمر يأتي في مرحلة بالغة الأهمية سياسيًا وإنسانيًا بعد حرب الإبادة الجماعية التي تعرّض لها القطاع، ومحاولات التهجير والمحو التي تصدّت لها مصر منذ اللحظة الأولى.

وأوضح التلولي في تصريحات خاصة لـ« مصر الآن» أن التحرك المصري نحو إعادة إعمار غزة ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة جهود دبلوماسية متواصلة خلال الأشهر الماضية، قادت إلى توافق عربي ودولي وإقليمي واسع حول ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم، مشيرًا إلى أن مصر استطاعت أن تضع خطة واقعية لإعادة الإعمار تحولت لاحقًا إلى خطة عربية وإسلامية، وهي الآن في طريقها لأن تصبح خطة دولية شاملة.

وأضاف أن القاهرة فتحت قنوات اتصال موسعة مع الدول الأوروبية ودول العالم لدعم المؤتمر، موضحًا أن فرنسا وبريطانيا أبدتا استعدادًا كاملًا لإنجاحه، وهو ما يعكس المكانة الدولية لمصر ودورها المركزي في الملف الفلسطيني.

وشدد التلولي على أن مسؤولية إعمار غزة ليست مسؤولية مصر وحدها، وإنما هي مسؤولية عربية ودولية مشتركة، بالنظر إلى حجم الدمار الهائل والتكلفة الباهظة لعملية الإعمار، التي تتطلب تدخلًا دوليًا ملزمًا لإجبار الاحتلال على الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وفتح الطريق أمام عملية إعادة البناء واستعادة الحياة الطبيعية في القطاع.

وأشار إلى أن مصر تمتلك خبرة ميدانية حقيقية في ملف إعادة الإعمار، حيث كانت الدولة الوحيدة التي بادرت بإطلاق مشروعات إعمار واسعة في غزة عقب عدوان 2014، ثم أنشأت عام 2021 مدينة كاملة باسم "مدينة مصر" على كورنيش واسع يمتد من وسط غزة إلى شمالها، وهو ما اعتبره التلولي نموذجًا ملهمًا للقدرة المصرية على تحويل الدمار إلى حياة.

واختتم التلولي تصريحه بالتأكيد على أن نجاح مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة سيمهّد لمرحلة سياسية جديدة، تضع الأساس لعملية سلام حقيقية تقوم على حل الدولتين، وهو المسار الذي يتجه إليه العالم اليوم بفضل الجهد العربي والفلسطيني المشترك، وخصوصًا الجهود المصرية التي حافظت على وحدة الموقف الفلسطيني، وصاغت رؤية متوازنة للسلام العادل والشامل.