عمرو اسماعيل يكتب : " أبولولو" يجسد أبشع الصور لقوات الدعم السريع في السودان
يُعَدّ عبد الله إدريس المعروف بـ "أبو لولو" من أبرز الوجوه التي ظهرت في النزاع السوداني كرابطٍ مباشر بين ما يجري على الأرض من انتهاكات، وبين عملية التوثيق البشعة لهذه الانتهاكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
انضم عبد الله إدريس إلى قوات الدعم السريع (RSF) عام 2013، بعد أن تلقى تدريبًا عسكرياً واستفاد من علاقات قبلية داخل دارفور ومع اندلاع النزاع بين الجيش السوداني و RSF في أبريل 2023، ظهر إدريس في مقاطع فيديو وهو ينفّذ عمليات ضد أسرى ومدنيين.
ففي مدينة الفاشر، خلال اقتحام قوات الدعم السريع للمدينة، ظهرت مقاطع فيديو عديدة يظهر فيها إدريس" أبولولو" وهو يقود مجموعات ترتكب عمليات إعدام جماعي لمدنيين، ويتباهى بذلك عبر البث المباشروفي أحد المقاطع، أعلن أنه تجاوز قتل 2000 شخص بدم بارد بل قام بالتنكيل بجثث القتلي واحراقهم مما أرعب أهل مدينة الفاشر .
اعتُقل أبو لولو في 30 أكتوبر 2025 من قبل وحدات تابعة لـ RSF، في محاولة من المجموعة لتبييض صورتها. غير أن مراقبين وصفوا هذا الاعتقال بأنه مسرحية إعلامية، إذ لا توجد مؤشرات على محاكمة حقيقية.
ظهور أبو لولو وهو يبث جرائمه بنفسه يلخّص انهيار الدولة السودانية وتحوّل الميليشيات إلى قوى منفلتة تسيطر على الأرض فما حدث في الفاشر يُعتبر إحدى أبشع الجرائم الجماعية في دارفور، ويمثل دليلاً على تفاقم الإفلات من العقاب.
إن محاسبة أبو لولو أو أي قائد ميداني آخر لا تعني نهاية الإفلات من العقاب، بل هي بداية اختبار حقيقي لمؤسسات العدالة والمساءلة في السودان.






