الجمعة 14 نوفمبر 2025 | 02:15 م

إخوان السودان يعرقلون مسار السلام خوفاً من المحاسبة على جرائمهم خلال فترة حكمهم


 تتصاعد حدة الخطاب السياسي في السودان وسط تفاقم الكارثة الإنسانية التي خلّفت أكثر من 15 مليون نازح وقرابة 150 ألف قتيل، في وقت تتجه فيه القيادة العسكرية—بتأثير مباشر من قيادات محسوبة على تنظيم الإخوان—إلى رفض المبادرات الدولية، وعلى رأسها مبادرة «الرباعية» التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة.

وجاءت سلسلة التصريحات الأخيرة لتغلق الباب أمام أي مسار دبلوماسي، بدءاً من خطاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي هاجم ما وصفه بـ«دول البغي والاستكبار»، مروراً بتصريحات مساعده الفريق ياسر العطا الذي تعامل مع مبادرة الرباعية بسخرية واضحة، وصولاً إلى إعلان وزير الخارجية محيي الدين سالم أن خطة الرباعية «لا علاقة لحكومة السودان بها».

ويرى مراقبون، في تصريحات أن هذا التصعيد يعكس «نهجاً منظماً» تديره قيادات إخوانية داخل المؤسسة العسكرية، بهدف عرقلة أي تسوية سياسية قد تفتح ملفات المساءلة عن فترة حكم الجماعة الممتدة لثلاثة عقود.

وأكد الباحث الأمين بلال أن استمرار الحرب تحول إلى «مشروع وجودي» بالنسبة لقوى إخوانية مؤثرة، معتبراً أن أي عملية سلام «تمثل نهاية سياسية» لتلك المجموعات. بينما أشار الصحفي والمحلل السياسي فايز السليك إلى أن استعداء المجتمع الدولي يعيد إنتاج سياسات العزلة التي عاشها السودان خلال حقبة حكم الإخوان سابقاً.

كما حذّر الوزير السابق مهدي الخليفة من تداعيات «النهج التصادمي» في علاقات السودان الخارجية، قائلاً إن مهاجمة بعض الدول الأفريقية في تصريحات رسمية تمثل خطأً دبلوماسياً في وقت يحتاج فيه السودان إلى دعم واسع لمرحلة إعادة الإعمار.

ومع استمرار هذا التصعيد، تتزايد المخاوف من أن يؤدي الخطاب العدائي إلى إطالة أمد النزاع، فيما يظل المدنيون هم الطرف الأكثر تضرراً من الحرب التي تسببت في أكبر موجة نزوح في تاريخ البلاد.

استطلاع راى

هل ترى أن دور الأحزاب السياسية في مصر يعكس طموحات الشارع ويسهم في حل المشكلات اليومية؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5380 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image