صومال لاند بين الإعتراف الإسرائيلي والحلم الإثيوبي بالبحر

بعد أن أﻋﻠﻧت إﺳراﺋﯾل اليوم أﻧﮭﺎ أول دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺗﻌﺗرف رﺳﻣﯾﺎً ﺑﺻوﻣﺎل ﻻﻧد ﻛدوﻟﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ذات ﺳﯾﺎدة، لتستهدف بعد ذلك اﻓﺗﺗﺎح ﻋﻼﻗﺎت دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ وﺗﻌﯾﯾن ﺳﻔراء وتضع أرجلها بالقارة الأفريقية . 
أدانت ﻣﺻر، اﻟﺻوﻣﺎل، ﺗرﻛﯾﺎ، وﺟﯾﺑوﺗﻲ ذلك اﻻﻋﺗراف واﻋﺗﺑروه اﻧﺗﮭﺎﻛﺎً ﻟﻠﺳﯾﺎدة اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺳﺎﺳﺎً ﺑوﺣدة أراﺿﯾﮭﺎ. أﯾﺿﺎً ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺻﻔت هذة اﻟﺧطوة ﺑﺄﻧﮭﺎ “اﺳﺗﻔزازﯾﺔ” وﺗﻘوض ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ.  
والجدير بالذكر أن ﺻوﻣﺎل ﻻﻧد( أرض اﻟﺻوﻣﺎل) هي إﻗﻠﯾم اﻧﻔﺻﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل اﻟﺻوﻣﺎل أﻋﻠن اﺳﺗﻘﻼﻟﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻋﺎم 1991 ﺑﻌد اﻧﮭﯾﺎر اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻔﯾدراﻟﯾﺔ اﻟﺻوﻣﺎﻟﯾﺔ، وﯾﺣﻛم ﻧﻔﺳﮫ ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﯾن ﺳﻧﺔ ﺑﺳﻠطﺎت وﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻛﻧﮫ ﻻ ﯾُﻌﺗرف ﺑﮫ دوﻟﯾﺎً ﻛدوﻟﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎدة. 
 ولعل طموحات إثيوبيا ﻣﻧذ اﻧﻔﺻﺎل إرﯾﺗرﯾﺎ ﻋﺎم 1993، ﺗﺑﺣث ﻋن ﻣﻧﻔذ ﺑﺣري ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣر اﻷﺣﻣر ﺑدﻻً ﻣن اﻋﺗﻣﺎدھﺎ اﻟﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﻣواﻧﺊ ﻓﻲ ﺟﯾﺑوﺗﻲ ويعد (ﻣﯾﻧﺎء ﺑرﺑرة) ﻓﻲ ﺻوﻣﺎل ﻻﻧد ﻋﻠﻰ ﺧﻠﯾﺞ ﻋدن ﻣوﻗﻌﺎً اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎً ﯾﻣﻛن أن ﯾوﻓر لها ھذا اﻟﻣﻧﻔذ. 
ففي ﯾﻧﺎﯾر 2024، وﻗّﻌت (ھرﻏﯾﺳﺎ) ﻋﺎﺻﻣﺔ ﺻوﻣﺎل ﻻﻧد وإﺛﯾوﺑﯾﺎ ﻣذﻛرة ﺗﻔﺎھم ﺗﺳﻣﺢ ﻷدﯾس أﺑﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﯾﻧﺎء ﺑرﺑرة، وأﺛﺎرت أزﻣﺔ ﻣﻊ (ﻣﻘدﯾﺷو) اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻔﯾدراﻟﯾﺔ ﻟﻠﺻوﻣﺎل اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرت اﻻﺗﻔﺎق ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ. وﯾﮭدد هذا الإعتراف اﺳﺗﻘﻼل وﺳﯾﺎدة اﻟﺻوﻣﺎل وﻗد ﯾزﯾد اﻟﺗوﺗرات اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
وأﺷﺎرت ﺗﺣﻠﯾﻼت ﺑﺄن إﺳراﺋﯾل ﺗرﯾد ﺗوظﯾف ھذه اﻟﺧطوة ﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ أوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺑﺣر اﻷﺣﻣر وﺧﻠﯾﺞ ﻋدن.
واﻻﻋﺗراف الإسرائيلي يستهدف ﺗﻌزﯾز ﺗواﺟد دﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ واﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﺟرد ﺣل ﻗﺿﯾﺔ ﻣﻧﻔذ ﺑﺣري ﻟﻺﺛﯾوﺑﯾن فإﺳراﺋﯾل ﻗد ﺗﺳﺗﺧدم ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ ﺻوﻣﺎل ﻻﻧد كوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻷﻣﻧﻲ واﻟﺗﺟﺎري، وﻗد ﺗﻌزز ذﻟك ﻋﺑر ﺷرﻛﺎء ﻣﺛل اﻹﻣﺎرات واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ.
ولعل السيناريوهات المحتملة ترتكز في ﺗوﺛﯾق إﺳراﺋﯾل ﻟﻌﻼﻗﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وأﻣﻧﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﻣﻊ ﺻوﻣﺎل ﻻﻧد، ﻣﻣﺎ ﯾﻌزز ﻛﻔﺔ اﻻﻋﺗراف وﯾزﯾد ﻣن اﻟﺿﻐوط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻻﻋﺗﺑﺎره ﻧﻣوذﺟﺎً ﺟدﯾداً ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻷﻓرﯾﻘﻲ. وكذا ﺗﺷﺟﯾﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺗﻣﻛن إﺛﯾوﺑﯾﺎ ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺑﺣر ﻋﺑر ﺗرﺗﯾﺑﺎت ﺗﺷﻐﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾﻧﺎء ﺑرﺑرة.
وقد يؤدي الي ﺗﺻﻌﯾد دﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ ﻣن ﻣﻘدﯾﺷو واﻟﺣﻠﻔﺎء ﺿد أي اﻋﺗراﻓﺎت أواﺗﻔﺎﻗﺎت ﺗﺳﺗﺑﻌد اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻔﯾدراﻟﯾﺔ، ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻌﯾد اﻹﻗﻠﯾم إﻟﻰ ﺻراع ﺳﯾﺎﺳﻲ أو ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺳﺗﻣر.
وربما ﺗوﺳّﻊ اﻟﻧﻔوذ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻹﺳراﺋﯾل واﻹﻣﺎرات واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﻋﺑر ﺷراﻛﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وأﻣﻧﯾﺔ ﺗﺗﺧطﻰ اﻟﻣﺄﻟوف.