الأحد 13 نوفمبر 2022 | 05:22 م

الدكتور طارق العربي رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات لـ"مصر الأن":


 مصر تتصدر المركز الثاني عالميا من انتاج الهيدروجين الأخضر بانتاج  3.5مليون طن سنويا، واستراليا الأولي 9مليون ، والمركز الثالث الولايات المتحدة

"جرين بلانت" تستهدف 11 ألف طن مخلفات يوميا لانتاج 8.5%من الناتج المحلي للطاقة المتجددة

شراكة "اتش تو" الأمريكية تضمن نقل الهيدروجين باستخدام وسيط آمن وغير مكلف

 

 

في إطار البحث عن بدائل للوقود الأحفوري، يعـد توطيـن مشـروعات الهيدروجيـن الأخضر في مصـر متسـقا مع توجهـات الدولـة وتحقيـق التنمية المسـتدامة في إطـار رؤية مصـر 2030، والتي تركـز على الطاقة الجديدة والمتجددة كعنصـر اقتصادي لتحقيـق التنمية السـتدامة، ووفقا لإستراجية مصرمن انتاج الهيدروجين الأخضر 3.5 مليون طن سنويا والذي يضعها في المرتبة الثانية عالميا، يشارك القطاع الخاص في تحقيق الهدف بمشروع طموح لـ"جرين بلانت" ضمن مجموعة شركات"سبيشيال للتجارة والاستثمار" في المنطقة الصناعية شرق السويس، بإبإنتاج 8.5% من الناتج السنوي للهيدروجين الأخضر.

وقال الدكتور طارق العربي رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات في حواره لـ"مصر الأن": أن الدور الذي يقوم به القطاع الحكومي من توفير المواقع المطلوبة والتنظيم وتشريعات لحماية إستثمارات القطاع الخاص، فضلا عن تقديم كافة الضمانات ضد مخاطر الإستثمار، وأضاف، "العربي" استاذ الجيوفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن الشراكة مع "جرين بلانت" هو أول مشروع يتم بين القطاع الخاص والقطاع العام، بهدف انتاج طاقة جديدة متجدة خالية من الانبعاثت الملوثة، وإعادة تدوير 11 ألف طن يوميا من المخلفات  من اجمالي 26مليون طن سنويا.

 

صرحت الحكومة المصرية  انها ستعلن قريبا عن مشاريع تتعلق بالهيدروجين الأخضر كجزء من مبادرة وطنية، كما تهدف إلى دمجه في إستراتيجية الطاقة2035 .. كيف تري هذه المبادرة؟

المبادرة تتمتع بالشفافية التامة والتي تتطلع لتشجيع الإستثمار في هذا المجال مع الإسراع في خفض مستويات الإنبعاثات لغازات الإحتباس الحراري في قطاع توليد الطاقة بإستخدام الهيدروجين الأخضر كوقود بديل للوقود الأحفوري المستخدم. ومصر لديها خطة طموحه في خفض الإنبعاثات والإحتباس الحراري، ذلك من خلال الإعلان عن استراتيجية انتاج طاقة نظيفة متجددة، واستهداف انتاج 20% عام 2035، علي أن يصل الانتاج 40% عام 2050 ، ومن هنا بدأ التفكير في وضع استراتيجية طموحة في البحث عن انتاج الهيدروجين الأخضر احد مصادر الطاقة النظيفة، وخاصة أن دول العالم أعلنت عن تراجع استخدام الوقود الإحفوري مع حلول عام 2050.

لماذا لايفضل انتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي ويفضل انتاج الهيدروجين الأخضر؟

الهيدروجين المستخرج من الغاز الطبيعي في الوقت الحالي يعتبر مصدر هام في صناعات الأسمدة والبتروكيماويات وليس وقود بديل. ولا يصنف هذا الهيدروجين بأنه هيدروجين أخضر وفقا لاتفاقيات المناخ والحد من استخدام الوقود الإحفوري،فضلا عن أن الهيدروجين المستخرج من الغاز والفحم يستخدم طاقة كبيرة وينتج عنه انبعاثات وملوثات ويعرف بالهيدروجين الرمادي.بينما يعتبر الهيدروجين الأخضر الأقل في انبعاث ثاني أكسيد الكربون، ومن هنا تأتي أهميته كأحد أهم مصادر الطاقة النظيفة، فضلا عن أن الهيدروجين الأخضر ينتج طاقة تقدر بثلاثة أضعاف الطاقة المستخرجة من الوقود الإحفوري، وأهم استخداماته كوقود ديزل للطائرات، وأيضا يدخل في الصناعة والنقل.

وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة يقدر  الانتاج العالمي 2021 من الهيدروجين الأخضر  نحو 120 مليون طن سنويا، معظمه باستخدام الغاز والفحم الأحفوري.. ماهو حجم الإنتاج المصري المتوقع من الإنتاج العالمي؟

وفقا لما أعلنته تقارير الوكالة الدولية للطاقة  المعلنة، انتاج العالم 120 مليون طن عام 2021 بتكلفة 70 مليار دولار، من واقع 200 مشروع، وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية، والإستثمارات المستهدفة والمحتملة علي مستوي العالم المستهدف 300 مليار دولار عام 2030، وصولا إلي 600 مليار دولار عام2050 . وفيما يتعلق بالغاز الطبيعي والوقود الأحفوري لا يعتبر مصدر طاقة جديدة ومتجددة وبالتالي ما الهيدروجين الذي يتم انتاجه من الغاز الطيعي لا يعتبر هيدروجين أخضر، لأن تصنيف الهيدروحين الأخضر يخضع لبعض الضوابط أهمها أن تكون الطاقة المستخدمة في الإنتاج هى مصدر طاقة جديدة و متجددة مثل استخراجه من الماء بستخدام التحليل الكهربائي أو من أي مركبات عضوية في إطار التحلل الحراري لمثل هذه المركبات وفصل الهيدروجين منها. مازالت قضية الهيدروجين الأخضر و إنتاجيته قيد الدراسة التفصيلية للكميات المتوقع إنتاجها وقيد البدء في تنفيذ بعض المشروعات بمصر. 

يوجد العديد من المسميات المختلفة لأنواع الهيدروجين، وما أفضلها كمصدر من مصارد الطاقة الجديدة والمتجددة؟

يوجد أنواع مختلفة للهيدروجين وفقا لمواد استخراجه، والوان متعدده منهاالهيدروجين الأبيض، الأحمر، الرمادي،الأزرق، التريكواز، الأصفر، الأخضر.وكل لون له خصائص وجودة مختلفة ويتم تصنيفه وفقا للإنبعاثات المصاحبة لكل لون من ثاني أكسيد الكربون، فالهيدروجين الأبيض موجود في الطبيعة في باطن الأرض، أما الهيدروجين الأحمريتم استخراجه من الكتلة الحيوية من بواقي الزرع والخشب ومخلفات معالجة، والهيدروجين الرمادي يُستخرج من الغاز الطبيعي عن طريق فصل الهيدروجين عن الكربون عبر عملية إصلاح الميثان بالبخار، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا والأقل تكلفة، وكل كيلو جرام هيدروجين رمادي ينتج عنخ 9.3 كيلو جرام من ثاني أكسيد الكربون، مما يسبب احتباس حراري، والهيدروجين الأزرق يكون الفحم أو الغاز الطبيعي هو المادة الخام المستخدمة، وذلك بالتقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون اوحتجازه في باطن الأرض في مغاور ملحية أو في آبار النفط والغاز القديمة، وفيما يتعلق بـ"الهيدروجين التريكواز" ينجم عن عملية التحلل "الكمياء الحرارية" لغاز الميثان أو الغازات الغنية بالهيدروكربونات الخفيفة كالغاز الطبيعي أو الغاز النفطي المصاحب، أما الهيدروجين الأصفر ينتج عبر التحليل الكهربائي للماء باستخدام قليل من الطاقة الشمسية وخليط من الطاقة الجديدة والمتجددة،أما الهيدروجين الأخضرهو الأهم والأفضل في انتاج الطاقة الجديدة والمتجددة ولاينتج عنه أي انبعاثات ملوثة ويعتبر صفرثاني أكسيد الكربون.

وأين تقع مرتبة مصر من الانتاج العالمي للهيدروجين الأخضر؟

وفقل لاستراجية مصر من انتاج الهيدروجين الأخضر، تقع مصر في المرتبة الثانية علي مستوي العالم بانتاج يصل 3.5 مليون طن سنويا، وتشاركها دولة موريتانيا بنفس كمية الانتاج، وتحتل استراليا المرتبة الأولي عالميا بانتاج يقدر بنحو  9مليون طن سنويا، ثم في المرحلة الثالثة الولايات المتحدة الأمريكية بانتج 3 مليون طن سنويا، تليها فرنسا وألمانيا، بنسبة أقل.     ويعتبر انتاج مصر من الهيدروجين الأخضر كاحد مصادر مختلفة ومتنوعة من الطاقة الجديدة المتجددة اذ تعد من أكبر الدول المنتجة في هذا المجال إلي جانب طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الهيدرومائية، وتعتمد مصر في انتاجها للهيدروجين الأخضر من مصدر رئيسي وهو المخلفات سواء كانت قمامة أو مخلفات زراعية أو صناعية، وذلك باستخدام التكنولوجيا الحديثة في انتاج هذه الطاقة.

ما الأسباب التي فرضها استخدام الهيدروجين الأخضر كبديل للوقود الأحفوي؟

أسباب فرض إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميا هو في إطار البحث عن بدائل للوقود الأحفوري والذي هو الآن في طور الإنتهاء نتيجة الزيادة على طلبه من أجل التنمية والأهم الخفض العالي في غازات الإحتباس الحراري مقابل إستخدامات الهيدروجين الأخضر وكذلك التشريعات والقوانين الصادرة بأوروبا وكافة الدول المتقدمة.

ماهي حجم الاستثمارا في هذه المجال؟

الإستثمارات المطلوبة في نطاق لا يقل عن 500مليون دولار لحجم إنتاج إقتصادي متوسط ولا يقل عن 2مليار دولار لحجم إنتاج كمي كبير وكل هذه الإستثمارات تضيف الكثير للناتج المحلى بمحسنات للأداء الإقتصادي لدولتنا.  

تحرص الدولة علي الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص بما تقدمه من تسهيلات وتشريعات قوانين، ما هي أوجه التعاون بين شركة "جرين بلانت" ممثلة عن القطاع الخاص، وجهاز ادارة المخلفات الخاضع لرئاستكم؟

الشراكة الرئيسة هى في التنسيق ما بين القطاع الخاص في ضخ الإستثمارات مع ضمانة القطاع الحكومي في توفير المواقع المطلوبة والتنظيم بتشريعات لحماية هذه الإستثمارات مع تقديم الحكومة كافة الضمانات ضد مخاطر الإستثمار وكذلك طرح الضمانات المطلوبة للحكومة من القطاع الخاص. ومشروع "جرين بلانت" هو احد مشروعات مجموعة "سبيشيال جروب" للتجارة والإستثمار الممثلة عن لقطاع الخاص، وهي شركة تعمل في مجال ادارة المخلفات بالشراكة مع شركة "اتش تو" الأمريكية، وذلك من خلال إقامة مصنع يقع في المنطقة الصناعية شرق قناة السويس، ويعمل في إدارة المخلفات البلدية، ووفقا للخطة الموضوعة لدي إدراة "جرين بلانت" يتم معالجة المخلفات ميكانيكيا ويكون الناتج منها 60% الناتج من سماد والباقي وقود يتم استخدامه لمصانع الأسمنت، اما دور إدارة المخلفات التابعة لوزارة البيئة، دورها توفير المخلفات البلدية.

ماهو حجم المخلفات البلدية في كل المحافظات؟ وأوجه الاستفادة منها في انتاج الوقود الحيوي؟

أكبر مصدر للمخلفات الصلبة فى مصر منذ 30عاما، هى المخلفات البلدية أو القمامة المتولدة من القطاع السكنى والقطاع التجارى والمحال التجارية وكافة الأنشطة الإنسانية، وأن حجم المتولد طبقا لأخر حصر فعلى ما لايقل عن 26 مليون طن سنويا من المخلفات الصلبة البلدية، والتى كانت تشكل عائق ومشكلة بداية من مصدر إنتاج هذه المخلفات لحين التخلص الآمن منها،ومنذ عامين تم بدأنا كإدراة المخلفات الجديدة وضع استراتيجية وطنية للإدارة المتكاملة لمنظومة المخلفات، لتشجيع القطاع، ووضع مجموعة من المحفزات للاستثمار، ودراسة اقتصاديات التكاليف الخاصة لإدارة متكاملة للمخلفات من المصدر حتى التخلص، ومن هذا المنطلق أصبح التعاون مع القطاع الإقتصادي أمر أكثر سهولة ويسر،وفتح مجال شراكات عديدة ومتنوعة، ويعد التعاون مع شركة "جرين بلانت" احد أهم أوجه التعاون والاستثمار مع جهاز ادراة المخلفات، وبناءا علي هذه الشركة يتم نقل نحو 25 مليون إلي المستثمر في المنطقة الصناعية شرق السويس ويتم معالجتها باستخدام التكنولوجيا الحديثة وانتاج الهيدروجين الأخضر، والمتبقي من هذه المتخلفات لايتجاوز 5 مليون طن يتم دفنها وفقا للمعايير العلمية والحديثة، وبهذا يكون الاستفادة من باقي المخلفات والتي كانت تشكل عبئ علي ادارة المخلفات في عملية الدفن الصحي والمعالج، بما يحقق استراتيجية جمع أكبر كم من المخلفات واقل مساحة في الدفن "جمع أكبر ودفن أقل كمية"

وماهوالمتوقع من انتاج الهيدروجين الأخضر لمشروع "جرين بلانت"؟

مشروع "جرين بلانت" المقام في المنطقة الصناعية شرق السويس، يحتاج إلي 11 ألف طن يوميا من المخلفات، علي أن يكون الناتج 8.5% من الناتج السنوي للهيدروجين الأخضر الذي أعلنتة  الحكومة المصرية، ومن المتوقع أن تقوم "جرين بلانت" بإنشاء مصنع أخر في الصعيد.

وماذا عن تكلفة الإنتاج لانتاج كيلو جرام من الهيدروجين الأخضر؟

تختلف تكلفة الهيدروجين وفقا لانتاجه من مصدر لأخر، فالقيمة المتوسطة لكل كيلو جرام ينتج من التحليل الكهربائي يحتاج إلي 55 كيلو وات /ساعة  لكل كيلو جرام منتج من الهيدروجين، وفي حالة انتاج طاقة جديدة ومتجددة نحتاج إلي أربع أضعاف من الطاقة الجديدة سواء كانت ياستخدام الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح وهذه طاقة غير ثابته معظم الوقت، وللتغلب علي هذه المشكلة  وباستخدام التكنولوجيا الحديثة في بداية تشغيل المصنع يتم الإعتماد علي طاقة الرياح والطاقة الشمسية كوقود لانناج هيدروجين أخضر، علي أن يتم استخدام جزء من  انتاجه كوقود في استكمال عملية انتاج جديدة  بدلا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، نظرا لأن تكلفته أقل، وصفر انبعاث ثاني أكسيد الكربون.

ماهي الطريقة المتبعة والآمنة  لنقل وتصدير الهيدروجين الأخضر؟

الشراكة بين "جرين بلانت" والشركة الأمريكية " اتش تو" تعمل علي توفير وتوطين التكنولوجيا الحديثة، وبما لدي "اتش تو" من خبرات علمية في هذا المجال وخاصة عملية النقلن تعتمد الشركة علي أسلوب علمي في النقل والتخزين عن طريق استخدام وسيط ناقل وغير مكلف وأمن مقارنة بالوسيط الناقل مثل الأمونيا. 

- تحرص القيادة المصرية علي توطين الصناعة بكافة مكوناتها ونقل التكنولوجيا الحديثة وتدريب الكوادر البشرية .. إلي أي مدي نجحتم في تحقيق هذه المعادلة ؟

- القضية الأساس  هى توطين التكنولوجيا والمساهمة بنسبة كبيرة في  التصنيع المحلى مع نقل الخبرات للسوق المصري. و في هذا الإطار كانت دوما المحفزات للإستثمار المباشر من خلال القطاع الخاص مع شرط تنفيذ نقل التكنولوجيا الحديثة والمحدثة للسوق المصري. وهذا يتحقق من خلال الأطر التشريعية والتي تنظم السوق بمثل هذا المجال لتحقيق المستهدفات المرجوة.

هل من تحديات واجهت المشروع ..وكيف الإستفادة من التشريعات والقوانين الجديدة في الإستثمار التي تحرص الدولة علي تقديمها لتشجيع  وتحفيز المستثمر المصري قبل الأجنبي؟

لا يوجد تحديات حتى هذه اللحظة لمثل هذه المشروعات والدليل على توقيع العديد من مذكرات التفاهم ما بين المستثمرين والدولة مع دعم الحكومة الكامل لمثل هذه المشروعات في تخصيص الأماكن وتذليل كافة العقبات من أجل ضخ إستثمارات في مثل هذه المشروعات.