الأحد 4 ديسمبر 2022 | 01:44 م

منة قطب سفيرة الرحمة : حبى لحيوانات الشارع و قدرتى على التعامل معها هو هبة من الله

شارك الان

فى زمن نفتقد فيه الكثير من معانى الرحمة والرفق بين البشر ، إستطاعت بقلبها النقى أن تتقن فن التعامل مع الحيوانات وتحديدا "الكلاب البلدى " المنتشرة فى الشوارع ، لتصبح واحدة من بين قلة قليلة من البشر الذين يدركون مسئوليتنا جميعا أمام الله فى حماية تلك الحيوانات وحسن معاملتها وعدم قهرها أو تعذيبها ، منة قطب شابة مصرية عمرها 30 عاما، تخرجت فى كلية الحقوق وعملت لفترة كمذيعة فى عدد من الفضائيات ، ثم إنتقلت للعمل بدولة بالإمارات العربية المتحدة لفترة،ثم عادت لتعيش فى مصر وتكرس وقتها وإهتمامها بالكلاب البلدى منذ ما يقرب من 13 عاما وتقدم فيديوهات لتوعية الناس بكيفية التعامل الصحيح مع حيوانات الشارع وخصوصا الكلاب البلدى  من خلال وسائل التواصل الإجتماعى ... التفاصيل الكاملة لحكاية منة قطب مع الكلاب فى السطور التالية .
 
 
- متى كانت بدايتك مع الإهتمام بالحيوانات ؟
أحب الحيوانات منذ طفولتى لكن ظروفى العائلية منعتنى من إقتناء أى حيوانات فى المنزل ، لكن بمرور السنوات ومع متابعتى لما ينشر على مواقع التواصل الإجتماعى من حوادث يتم نشرها تتحدث عن تعذيب الحيوانات وقتلها وتسميمها فبدأت أهتم بالأمر ، وأحاول مساعدة أصحاب تلك الحالات وأبحث عن وسائل لمساعدة الحيوانات سواء بعلاجها أو البحث عن ملجأ لها ، فبدأت أشعر بأن الله تعالى إختارنى لتلك المهمة وخلق بداخلى الإحساس بالحب والمسئولية تجاه تلك الحيوانات الضعيفة وراودتنى فكرة إنشاء ملجأ للحيوانات وبالفعل بدأت فى تنفيذ الفكرة لكننى سرعان ما توقفت بعدما شعرت أن إمكانياتى المادية أقل كثيرا من القدرة على تنفيذ هذا الملجأ فتوقفت فورا ،  لكننى إستمريت فى الإهتمام بالحيوانات وخصوصا الكلاب البلدى وإكتشفت مع الوقت أن الحيوان يصون العشرة ويتذكر الخيروالمعروف فهو كائن وفى و نقى يحب البشر.    
 
- وما سر إنجذابك لحيوانات الشارع على وجه الخصوص ؟
أكثر ما يجذبنى لتلك الحيوانات هو تعرضها لأنواع عديدة من القهر والتعذيب والظلم فأشعر وكأن من يؤذونهم يتفننون فى إيذائهم ويضعون لهم السم فى الطعام ويشعرون براحة وسعادة من ذلك رغم أنهم مهما كانوا أشخاص مؤذيين وبلا رحمة إلا أنهم لو شاهدوا مراحل التعذيب التى يمر بها الحيوان من المستحيل أن يقوموا بهذه الجريمة البشعه وسوف يتأكدون أن الحيوان يشعر مثله مثل الإنسان ولكنه للأسف غير قادر على التعبير عن شعوره ، كما أن أكثر مشهد يؤثر في بشدة هو منظر "الكلب" أثناء سيره فى الشارع "يشمشم" فى الأرض على أى لقمة أو بقايا طعام قد تسد جوعه ، وأعتقد أن هذا شىء قاسى جدا وبالطبع مسئوليتنا أن نساعد تلك الحيوانات فى الحصول على الطعام .
 
- ولماذا تركزين إهتمامك على الكلاب البلدى تحديدا ؟
لأنها تعيش فى الشوارع وتمارس ضدها كل أنواع العنصرية ويتم التعامل معها بجهل فظيع ،فمن ينظر للكلاب وفقا لأنواعها إنسان عنصرى ، فانا أنجذب لهم لما يرونه من ظلم وقهر ويحتاجون إلى نشر الوعى للتعامل معهم بشكل سليم ، وأهم صفاتهم التى يأتى الأجانب لتبنيهم لأنهم أذكياء جدا وكلاب حراسة ممتازين ولديهم مناعة عالية جدا ، ولذلك يأكلون من القمامة ويعيشون حياة صعبة جدا لكن صحتهم رائعة ، ولدينا الكثير من الممثلين والمشاهير الذين يتبنون كلاب بلدى ، ملامحهم جميلة لكنهم يحتاجون بعض الإهتمام . لذلك أحرص على أن يكون معى فى السيارة " طعام مجفف" خاص بالكلاب لتقديمه للحالات التى أقابلها بالمصادفة ، أما بالنسبة للكلاب الموجودة بالقرب من منزلى فأشترى لهم هياكل وأرجل الدجاج وبواقى تنظيف اللحوم يوميا وهذا غير مكلف تماما .
 
 
-  ما هو الحل الأمثل من وجهة نظرك للتعامل مع حيوانات الشارع ؟
مبدئيا لابد أن نتفق أن تواجدهم فى الشارع غير  طبيعى وغير صحيح لأن هذا يمثل خطر عليهم خاصة وأن الكثير منهم يموت من الجوع و العطش أو المرض أو الحرارة أو البرد ومنهم من يتعرض للدهس بالخطأ ، كما أنه يمثل مصدر قلق وخوف للكثير من الأشخاص ، فالحل العلمى الآدمى الأمثل الذى تقوم به كل الدول المتقدمة هو "التعقيم" عن طريق عمليات جراحية تمنعهم من التكاثر ، وأنا لدى فكرة أن يتم ذلك من خلال طلاب كليات الطب البيطرى فى السنة النهائية ، ويكون ذلك فى إطار من مشروعات تخرجهم ، وبالتالى تقوم الدولة بتوفير نفقات تلك العمليات وتتحمل فقط تكاليف الأدوات المستخدمة ،وهذا بالتأكيد حل أوفر وأفضل كثيرا من إستخدام سم "الإستركنين" الذى يتم إستيراده لقتل كلاب الشوارع وهو سم محرم دوليا .
 
- كيف تعلمتى مهارات التعامل مع الحيوانات وخصوصا الكلاب ؟
أعتبر أن قدرتى على التواصل الجيد مع الحيوانات هو هبة من الله تعالى ، فأنا لم أحصل على كورسات فى فنون التعامل مع الكلاب وكل خبرتى إكتسبتها من الإحتكاك بهم والتعامل المباشر معهم ، فبمجرد أن أقترب من مجموعة من الكلاب يقتربون منى دون خوف ويشعرون بحبى لهم ومعاملتى الطيبة معهم وطاقتى الإيجابية تجاههم ، فانا عادة ما أك ون مستمتعه جدا أثناء تواجدى معهم وأقدم لهم الطعام بحب وهم يشعرون بكل هذا الحب ويبادلونى نفس الشعور فهم لديهم من الذكاء ما يجعلهم يشعرون إذا كان الشخص الذى يقترب منهم يحبهم بالفعل ويساعدهم أم يكرههم ويرغب فى التخلص منهم وإيذائهم .
 
- هل لابد من توافر مواصفات معينة في أى شخص يرغب فى إقتناء أو تربية كلب فى المنزل ؟
أهم صفة لابد من توافرها لدى أى شخص يرغب فى تربية كلب فى المنزل هى " الصبر" لأن الكلب يحتاج إلى وقت طويل للتدريب والتعود على كل شىء ، كما أن الكلب يحتاج إلى إهتمام ورعاية لذلك أنصح أى شخص ليس لديه وقت فراغ كافى ألا يفكر فى تربية الكلب أبدا ، ولابد لأى شخص مقبل على إقتناء كلب أن يختار كلب مناسب بمعنى أن هناك بعض أنواع الكلاب أحجامها كبيرة جدا ومن الصعب تربيتها داخل المنزل ،بينما توجد أنواع أخرى صغيرة الحجم يمكن تربيتها فى المنزل بسهولة ،لكن الأمر لا يحتاج إلى إمكانيات مادية كبيرة فهناك الكثير من الأشخاص الذين ينتمون لأسر بسيطة ومتواضعة ماديا جدا لكنهم يحرصون على تربية الكلاب وينجحون فى ذلك .
 
- ما أهم المشكلات التى تعانى منها الحيوانات فى الشارع ؟
أكبر مشكلة يعانى منها القطط والكلاب فى الشارع هى تعرضها للتعذيب بإختلاف صوره مثل الجروح بأسلحة حادة و إصابات آخرى مثل كسر أرجلها أو حروق أو تعذيب بمختلف أشكاله ،و معظم تلك المشكلات بسبب البشر، وهذا الأمر يحزننى ويؤلمنى بشدة لذلك أنزل بنفسى لمساعدة تلك الحيوانات ، وأرجو من أى شخص ان يضع مياه فى علب بلاستيك ويتركها أمام الكلاب والحيوانات فى الشارع عموما ،وأن يضع لهم بقايا الطعام الموجود فى المنزل بدلا من رميها فى القمامة ، كما أناشد جمعيات الرفق بالحيوان بالنزول لإنقاذ أى حالات من الحيوانات التى تحتاج إلى مساعدة فى الشارع
 
 
- فى رأيك كيف يزداد الوعى لدى المجتمع بكيفية التعامل الصحيح مع الحيوانات عموما وحيوانات الشارع تحديدا ؟
بالتأكيد نحتاج إلى زيادة الوعى المجتمعى لطرق التعامل الصحيح مع الحيوانات ، من خلال البرامج التليفزيونيه وإعلاننت التوعية وكذلك المواد الدراسية للأطفال فى المدارس التى تحث على حسن معاملة الحيوانات أو يتم الإتفاق مع جمعيات الرفق بالحيوان يقومون بإعطاء الطلاب محاضرات لكيفية التعامل الصحيح مع الحيوانات ،ولذلك أنا مؤمنة بأن رسالتى فى الحياه هى توعية الناس بالرفق بالحيوان ، ولو تحدثت مع 100 شخص واقتنع بكلامى شخص واحد فقط فهذا بالنسبة لى إنجاز .
 
 
- إلى أى مدى تأثرت شخصيتك بالتعامل مع كلاب الشارع والإهتمام بها ؟
تعاملى مع الكلاب غير الكثير فى شخصيتى ،فجعلنى شخصية هادئة ،أستطيع التعبير عن مشاعرى بشكل أفضل ، وأكثر قدرة على التواصل مع الآخرين بشكل أحسن ، وعادة ما ينصح الأطباء النفسيين أى شخص من يمر بحالة إكتئاب بإقتناء حيوان أليف لأن الحيوانات الأليفة تساعد على التخلص من أى مشاعر سلبية ، فالكلاب تعطينى حب وسعادة وطاقة إيجابية ، وجعلونى أكثرعقلانية وهدوء وإحساس بالمسئولية لأننى التزم يوميا بالنزول لوضع الطعام لهم ، وهذا الأمر مفيدا جدا للأطفال لأنه يعودهم على تحمل المسئولية .
 
- - ما الهدف أو الرسالة التى تسعين لتقديمها من خلال فيديوهاتك على وسائل التواصل الإجتماعى ؟
مع بداياتى فى السوشيال ميديا وأنا أهتم بنشر الفيديوهات التى تعبر عن مواقف لطيفة أو  طريفة تحدث معى عندما أنزل للتعامل مع الحيوانات فى الشارع ومع الوقت وجدتها طريقة فعالة جدا فى نشر التوعية خصوصا وأن ما أٌقوم به من جهد هو عمل تطوعى وشخصى تماما ،فأنا لا أنتمى لأى جهة أو جمعية ،ووجدت أنها وسيلة سهلة لنشر التوعية والرحمة والرفق بالحيوان ،ومعظم فيديوهاتى تكون بالصدفة البحته ووليدة اللحظة ولا أقوم بترتيبها على الإطلاق ،ولذلك أشعر أنه مؤثر وجميل ،ولعل وعسى أن تكون فيديوهاتى بداية لوضع بروتوكول لتطبيق الطرق العلمية لحل المشكلات التى تواجه الحيوانات الموجودة بالشارع .
 
- هل تتعرضين لمواقف صعبة أو سخيفة بسبب إهتمامك بكلاب الشوارع ؟
طبعا، أتعرض كثيرا لمواقف صعبة ، وأتذكر ذات مرة أننى كنت أمر بمنطقة لا أعرفها وبالصدفة وجدت مجموعة من الكلاب ورغم ترددى أكثر من مرة فى التوقف إلا أننى قررت الوقوف لمساعدتهم لكننى فوجئت بقيام بعض الأشخاص بمحاصرتى وكانوا يرغبون فى تثبيتى وأخذ أموال منى لكن ستر ربنا أنقذنى وظهر أشخاص آخرين ساعدونى فى ركوب السيارة والتحرك بأمان والخروج من المنطقة ، ورغم ذلك إلا أننى أرفض تماما أن أترك أى كلب فى الشارع أشعر بإحتياجه لأى شىء  حتى لا أشعر بالذنب .
 


 
- هل فكرتى فى تقديم برنامج تليفزيونى عن حماية حقوق الحيوانات وكيفية التعامل معها ؟
بالطبع فكرت في تقديم برنامج للتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة بكل ما فيها من حيوانات ونباتات ونهر النيل وغير ذلك لكن الأمر ليس سهلا أبدا ، بالإضافة إلى أننى أعتقد أن الفيديوهات هى الأنسب فى المرحلة الحالية ، لأنها تصل للناس وتؤثر فيهم بشكل أسرع ، ومن الوارد فى المستقبل أن أفكر من جديد فى تنفيذ البرنامج بشكل واسع بعدما أحقق كل أمنياتى فى هذا المجال .
 
- ماذا عن خطتك وطموحاتك المستقبلية ؟
أطموحى أن يتم التوقف عن تعذيب الحيوانات ، وأن تهتم وزارة الزراعة وهيئة الطب البيطرى بتطبيق الحلول العلمية للحد من مشكلة تكاثر كلاب الشارع بطريقة علمية ، كما أتمنى أن يتم تطبيق قانون حقوق الحيوان وأن يكون هناك عقاب رادع لكل من يؤذى الحيوانات ،وأتمنى أن يوفقنى الله قريبا  فى إنشاء ملجأ للكلاب والقطط والحمير أيضا .