الجمعة 18 نوفمبر 2022 | 11:19 م

أهمية دعوة مصر في بالي


هل يمكن لقمة العشرين أن تقدم حلولا استراتيجية لمواجهة الأزمات التي تحيك بالعالم من كل جوانبه، وماذا تعني دعوة مصر لقمة العشرين القادمة؟؟؟ 
عقدت مجموعة العشرين اجتماعها السنوي السابع عشر في جزيرة بالي بإندونيسيا على مدار يومي 15/ 16 نوفمبر 2022م، وتعد مجموعة العشرين منتدى للتعاون الاقتصادي الدولي وتضم قادة من جميع قارات العالم، ويمثلون دولًا متقدمة ونامية.
 
وفي هذه القمة وجهت الهند دعوة لمصر لحضور قمة مجموعة العشرين ((G20 القادمة كـ "دولة ضيف"، خلال فترة رئاسة الهند للمجموعة والتي تبدأ اعتبارا من أول ديسمبر المقبل 2022 .
وأتت هذه الدعوة تزامنا مع كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام قمة المناخ، والتي أكد فيها على ضرورة حل الأزمة الأوكرانية، وأطلق دعوة وساطة لإيقاف تلك الحرب من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والتعاون مع أي طرف من أجل إنهائها.
وهذا هو ما كان محور قمة العشرين نوفمبر 2022 ، فعلى الرغم من أن القضايا الأساسية لهذه القمة هي قضايا الطاقة، والغذاء والصحة، والرقمنة؛ فإن تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا قد سيطرت على المشهد في ظل تغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القمة.
وقد أكد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو رئيس الدولة المضيفة في كلمته الافتتاحية على أنه "يجب تجنب حرب عالمية أخرى، وأنه يجب إنهاء الحرب في أوكرانيا". 
ولهذا فقد شهدت هذه القمة موقفا متغايرا تضامنا مع أوكرانيا بعدما شنت روسيا الحرب عليها في فبراير الماضي، حيث ألغى المضيفون الإندونيسيون الصورة الجماعية للرؤساء والزعماء المشاركين- والتي عادة ما يقف فيها القادة معًا في التجمع السنوي لإظهار الوحدة- حيث تسببت الحرب في العديد من الأزمات العالمية وخاصة على صعيد إمدادات الطاقة والقمح والذرة والشعير وغيرها من السلع الغذائية والمواد الأولية، فضلا عن الارتفاع الحاد في معدلات التضخم حول العالم. 
 
وقد سبق وأن شاركت مصر في قمة مجموعة العشرين الـ14 والتي استضافتها مدينة أوساكا اليابانية عام 2019، باعتبار القاهرة وقتئذ رئيس الاتحاد الأفريقي، وجاءت المشاركة المصرية بهدف عرض تجربة مصر التنموية للإصلاح الاقتصادي الشامل، وسبل تعزيز الجهود الدولية لدفع مساعي التنمية في القارة الأفريقية عموماً.
ومشاركة مصر ضمن هذه القمة ليست هى المرة الأولى، فقد سبق وأن شاركت مصر في قمة مجموعة العشرين الـ11 في بكين بالصين عام 2016.
 
وهذه المشاركات ذات أهمية اقتصادية كبرى لمصر فالدول الأعضاء في مجموعة العشرين تمثل مجتمعةً حوالي80% من الناتج الاقتصادي العالمي، كما تمثل ثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية ويجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية، والاجتماعية، والاقتصادية.
   وتتمكن مصر من خلال حضورها قمة العشرين، المشاركة في العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام العالمي، وإيجاد الحلول للمزيد من التحديات التي تواجه دول العالم. فضلا عن عقد اتفاقات في مجالات عدة سياسية واقتصادية وعسكرية.
ومجموعة العشرين تأسست في عام 1999م، من 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوربي وكانت تُعقد على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لعقد مناقشات رفيعة المستوى عن القضايا الاقتصادية والمالية. وفي أعقاب الأزمة المالية في عام 2008م، ارتفع مستوى المجموعة لتضم قادة الدول الأعضاء بالإضافة إلى وزراء المالية ووزراء الخارجية ومحافظي البنوك المركزية؛ ونتيجة لذلك فقد وُسع جدول أعمال مجموعة العشرين ليتجاوز القضايا الاقتصادية والمالية ويشمل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، وكافة القضايا الأخرى المثارة على الساحة الدولية.
وانعقدت أول قمة لمجموعة العشرين في نوفمبر 2008م بواشنطن، وقد كان للمجموعة دور كبير في الاستجابة للأزمات الاقتصادية وتعزيز النمو الاقتصادي في كثير من دول العالم، وفي تشكيل الحوكمة الاقتصادية العالمية، فضلا عن معالجة التحديات التي تواجه المجتمع الدولي.
 ويمثل مجموعة العشرين الدول الآتية: الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وكوريا، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
كما توجه الدعوة إلى دول أخرى للمشاركة؛ وتعد إسبانيا ضيفا دائما في اجتماعات مجموعة العشرين.
  ويتم دعوة مجموعة من المنظمات الدولية والتي لها دور بارز في المساهمة في عمل المجموعة، ومنها: منظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة العمل الدولية، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والأمم المتحدة، ومجموعة البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية.
كما يتم دعوة المنظمات الإقليمية أيضا كما حدث في قمة 2020 والتي دعى فيها: صندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، وغيرهم.
وتتناوب رئاسة مجموعة العشرين بين الدول الأعضاء كل عام. وتلعب الدولة المضيفة دوراً رائداً في وضع جدول الأعمال وتنظيم قمة القادة ، التي يحضرها رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين.
  ويصدر القادة بياناً يستعرضون فيه نتائج المناقشات التي تمت في الاجتماعات التي كانت تُعقد على مدار العام في الفترة التي تسبق القمة.
  وعلى هامش القمة تستضيف الدولة المضيفة عدة اجتماعات تضم وزراء وكبار المسؤولين الحكوميين وممثلي المجتمع المدني، ويتم تنظيم العمل في  ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى:
وتضم وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية ونوابهم على مستوى دول مجموعة العشرين، وتركز على قضايا السياسة المالية والنقدية، مثل: الاقتصاد العالمي، والبنية التحتية، والرقابة على النظم المالية، والشمول المالي، والهيكل المالي الدولي، والضرائب الدولية.
المجموعة الثانية:
وتضم الوزراء وكبار المسؤولين المعنيين في قضايا بعينها. وتركز الاجتماعات على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، مثل: الزراعة، مكافحة الفساد، المناخ، الاقتصاد الرقمي، التعليم، العمل، الطاقة، البيئة، الصحة، السياحة، التجارة والاستثمار.
المجموعة الثالثة:
ويطلق عليها مجموعات التواصل وتمثل المجتمع المدني وتضع التوصيات التى تقدم إلى قادة مجموعة العشرين للنظر فيها. وتشمل مجموعات التواصل مجموعة الأعمال، ومجموعة الشباب، ومجموعة العمال، ومجموعة الفكر، ومجموعة المجتمع المدني، ومجموعة المرأة، ومجموعة العلوم، ومجموعة المجتمع الحضري.