بيان تحذيري من المجلس العربي للآثاريين حول أخلاقيات دراسة المومياوات واحترام حرمتها
أصدر المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، برئاسة الدكتور محمد الكحلاوي، بيانًا يسلط الضوء على المخاطر التي تهدد التراث العربي نتيجة استغلال التكنولوجيا الحديثة لتشويه الحضارات وتقديم رؤى مغلوطة عنها. جاء البيان خلال فعاليات المؤتمر السابع والعشرين للمجلس، الذي عُقد بمدينة الشيخ زايد، وشهد محاضرة مشتركة للدكتور الكحلاوي والدكتورة سحر سليم، رئيسة قسم الأشعة التشخيصية بكلية الطب بجامعة القاهرة.
تحذير من استنساخ المومياوات
حذر البيان من محاولات استنساخ رفات حديثة وتقديمها كأصلية باستخدام تقنيات حديثة، مثلما حدث في متحف "الشرق الأدنى ومصر والبحر الأبيض المتوسط" بجامعة سابينزا في روما، حيث جرى استنساخ مومياء الملك رمسيس الثاني بمواد عضوية مستدامة. وتم عرض النسخة في المتحف بطريقة تتيح لمسها من الزوار، وهو ما اعتبره المجلس انتهاكًا لحرمة الموتى وإهانة للحضارة المصرية، مشددًا على ضرورة احترام كرامة المومياوات وعدم التعامل معها كقطع أثرية تُباع أو تُشترى.
التحنيط في مصر القديمة
أكد البيان أن التحنيط لدى المصريين القدماء كان عملية متكاملة تتطلب مهارات متخصصة تشمل استخدام المواد الكيميائية لحماية الجسد، وصناعة النسيج والحلي والنجارة لتجهيز التوابيت والتمائم. وأشار إلى أن اختيار مواقع الدفن كان يتم بعناية فائقة للحفاظ على قدسيتها، إلا أن تلك الجهود تعرضت لانتهاكات خطيرة منذ العصور القديمة واستمرت بشكل أوسع خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث بيعت المومياوات واستخدمت في أغراض غريبة كالوقود وصناعة الألوان وحتى الأسمدة الزراعية.
دعوة لميثاق أخلاقي
أوضح البيان أن استخراج بقايا الحضارات القديمة ودراستها قد تم على مدار قرون دون مراعاة لحقوق الشعوب الأصلية وأحفاد تلك الحضارات، داعيًا إلى وضع ميثاق أخلاقي يحكم دراسة المومياوات. وشدد على أهمية استشارة الدول الأصلية عند إجراء أبحاث أو فحوصات على رفات موجودة خارج حدودها، مع التأكيد على أن هذه الفحوصات يجب ألا تؤدي إلى أي تدمير.
مواجهة محاولات التزوير
تناول البيان محاولات تزوير التاريخ من قِبل جهات أجنبية، مشيرًا إلى توظيف نصوص توراتية لتبرير مزاعم تاريخية، بينما تُرفض أي محاولة لتوثيق التاريخ بناءً على النصوص القرآنية. وأكد المجلس ضرورة العمل على توثيق الحقائق وتسويقها بطريقة علمية ومنهجية لمواجهة هذه الادعاءات.
الحفاظ على التراث مسؤولية مشتركة
اختتم المجلس بيانه بالدعوة إلى احترام كرامة المومياوات باعتبارها إرثًا إنسانيًا يجب الحفاظ عليه، مشيرًا إلى أن حماية التراث الحضاري مسؤولية أخلاقية وعلمية تتطلب تضافر الجهود على المستويين المحلي والدولي.