
الشيخ علي المطيعي لـ«مصر الآن: المساكنة "زنا".. ويجب التصدي للدعارة الإلكترونية بمنتهى الحزم

خلال السنوات الأخيرة تزايدت وبشكل مكثف ظاهرة الفتيات اللائي يقدمن على حساباتهن الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، محتوى يتنافي تمامًا مع القيم المجتمعية؛ تعرضن بعضهم بسببه لملاحقات قانونية؛ لتحريضهم نشر الفسق والفجور في المجتمع، إضافة لترويج بعضهم على هذه المنصات للعلاقات الجنسية غير المشروعة والتي يُطلق عليها اسم «المساكنة» التي يحرمها الإسلام وسائر الأديان الإلهية والكتب السماوية.
وفي محض الحديث عن سبب تزايد مثل هذه الظواهر المسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي في شتى ربوع الشرق الأوسط، وعن كيفية مجابهتها والتصدي لها، وموقف الإسلام من هذه القضايا التي تدس الفجور في المجتمع، حاور «مصر الآن» الشيخ «علي المطيعي» من علماء الأزهر الشريف؛ لتوضيح كافة هذه القضايا.
* «يجب التصدي لمحتوى العري والإسفاف على مواقع التواصل الاجتماعي بمنتهى الحزم»
يطرح عالم السوشيال ميديا تحديات كبيرة على الأمة الإسلامية يقول المطيعي لـ«مصر الآن»: لابد لنا من عمل جاد؛ لمواجهة المخاطر التي تطرحها هذه الوسائل والعمل علي الاستفادة منها في مجالات الدعوة والإرشاد وخاصة بيان الإسلام الصحيح ومواجهة مختلف الظواهر السلبية».
ويتابع: «إن بعض ما يقدم على منصات التواصل الاجتماعي من محتوى مضلل يعمه الفجر والفسق والعري والإسفاف ما هو إلا دعوة من بعض مستخدمى هذه التطبيقات الإلكترونية؛ لنشر الفاحشة في المجتمع، وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19]. فمن يسعى لتسميم المجتمع بالمحتوى المخالف للقيم والمثل المجتمعية هؤلاء عذابهم في الآخر سيكون أشد من الفاسدين؛ حيث أن الفاسد فاسد في نفسه، أما هؤلاء ممن يقمن باستعراض مفاتنهن على المتابعين، وتصوير فيديوهات تحرض على الفسق ونشر الرذيلة، فهم مفسدون في الأرض، وخطرهم على الأمة شديد».
ويوضح: «يجب التصدي لهؤلاء الفتيات بمواد قانونية صارمة مع التوعية المجتمعية، فكل شخص حر في ممارسة حياته الشخصية الخاصة، ولكن في السر ودون علانية، بما لا يؤذي الآخرين ويهز كيان المجتمع ويعصف بثوابته من خلال البث العام على مرأى ومسمع من الناس، وهنا يأتي دور مباحث الآداب التي تعمل دائمًا على مجابهة هذه الأفعال المشينة، وتعاقب عليها بالحبس، وأنصح كل من يشاهد مثل هذا المحتوى المشين على منصات التواصل الاجتماعي بأن يصفع عن التفاعل معها وألا يشاركها؛ فمشاهدة الحرام ومشاركته هو من الأفعال التي يحرمها الشرع».
* «المساكنة "زنا" حكمها من الكبائر واعتداء على كرامة المرأة»
يؤكد المطيعي في حديثه مع «مصر الآن» على أن «الدعوات البائسة إلى ما يسمى بـ«المساكنة» تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهُوِيَّة، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، ودعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة محرمة».
ويتابع: «أحاط الإسلام علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة الكاملة بينهما في الزواج؛ كي يحفظ قيمها وقيم المجتمع، وقال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21] أي أن السكن بين الرجل والمرأة لا يُشرع إلا في إطار الزواج أما عن ما يُتناول على منصات التواصل الاجتماعي من ترديد للفظ المساكنة والمطالبة بها مع هو إلا تحريض على الزنا، يجب أن نسمي الأمور بمسمياتها».
ويضيف: «الإسلام يُحرم العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوصّل إليها، ويسميها باسمها «الزنا» وأؤكد أن العلاقات المشبوهة خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية؛ -بمنتهى الوضوح- علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها في إطار همجي منحرف، يسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير».
* «الحرم المكي ليس مكانًا لعرض الأزياء»
انتشرت خلال الآونة الأخيرة ظاهرة استغلال بعض صانعي المحتوى وجودهم داخل الحرم أثناء أداء مناسك العمرة للتسويق للملابس، إضافة لزايدة ظاهرة ظهور صور سيلفي لبعض نجوم المجتمع، خاصة الفنانين والإعلاميين وصولاً إلى لاعبي الكرة وعوام الناس، أمام الأماكن المقدسة، الأمر الذي أثار تعليقات البعض بأن الأمر تحول إلى مدعاة للتفاخر والرياء، كما وصفه البعض.
وحول حكم أخذ صورة "سيلفي" مع الكعبة يختتم المطيعي حديثه لـ«مصر الآن»، ويشير: «التصوير أمام الكعبة ونشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي أعتبره من وجهة نظري صورًا من صور الرياء، إلا أننا لا يمكن أن نحكم على أي شخص بالرياء لمجرد نشره لصورة ما أثناء قيامه بأداء مناسك العمرة والحج، أفشققنا على قلوبهم؟ بالطبع لا، ولكن أرى من الأفضل أن يحتفظ من يأخذون السيلفي أمام الكعبة بالصور لأنفسهم كونها تعد ذكرى مميزة، أم عن ترويج بعض صانعي المحتوى للملابس واتخاذ الحرم ملاذًا لعرض الأزياء، فأقول لهم بأن الحرم ليس مكانًا لهذا، وأن أفعالهم تلك تتنافى مع قدسية المكان؛ فالإنسان يذهب إلى هناك تاركًا أهله وماله ودنياه؛ ولا يجب أن ينشغل المعتمر أو الحاج بهذه الأفعال التي قد تخرجه عن روحانية المكان والخشوع والخضوع لله».


استطلاع راى
مـــع أم ضــــد اعتمـــاد نظـــــام البكالوريا بديلا للثانويـــــــة العامـــــــــــــة
نعم
لا
اسعار اليوم

