الرسوم الجمركية الأمريكية تشعل اضطرابات في أسواق الذهب العالمية… واستقرار حذر محليًا

شهدت أسعار الذهب في السوق المصرية اليوم السبت استقرارًا نسبيًا، بالتزامن مع عطلة البورصة العالمية، وذلك بعد أن أنهت الأوقية تعاملات الأسبوع الماضي على ارتفاع بنسبة 1%، وسط تقلبات حادة أعقبت إعلان الإدارة الأمريكية فرض رسوم جمركية على سبائك الذهب، قبل أن تتراجع وتنفي القرار.

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب محليًا لم تتغير عن إغلاق أمس، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4615 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 34 دولارًا لتستقر عند 3397 دولارًا. وأضاف أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5274 جنيهًا، وعيار 18 نحو 3956 جنيهًا، وعيار 14 نحو 3077 جنيهًا، فيما سجل الجنيه الذهب 36,920 جنيهًا.

وأشار إمبابي إلى أن السوق المحلية تحركت في نطاق ضيق أمس الجمعة، إذ افتتح عيار 21 عند 4615 جنيهًا ولامس 4620 جنيهًا قبل أن يغلق عند نفس المستوى، بينما تراوحت أسعار الأوقية عالميًا بين 3380 و3400 دولار، لتنهي الأسبوع عند 3397 دولارًا.

وأوضح أن الارتباك في الموقف الأمريكي بشأن الرسوم الجمركية على السبائك السويسرية يظل عاملاً ضاغطًا على الأسواق، مع احتمالية انعكاس أي مستجدات على الأسعار المحلية بشكل فوري.

وكانت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قد كشفت، في خطاب بتاريخ 31 يوليو، أن واردات سبائك الذهب بوزني الكيلوجرام و100 أوقية لن تُستثنى من الرسوم الجمركية، لتخضع لضريبة بنسبة 39% على الواردات من سويسرا — أكبر مركز لتكرير الذهب عالميًا — وهو ما أحدث صدمة في الأسواق وأربك سلاسل الإمداد، قبل أن يصف البيت الأبيض تلك الأنباء بأنها "مضللة" ويعلن عزمه إصدار أمر تنفيذي لتوضيح الموقف.

هذه الرسوم، التي تهدد صادرات سويسرية إلى الولايات المتحدة بقيمة تصل إلى 24 مليار دولار، دفعت بعض المصافي إلى وقف أو تقليص شحناتها مؤقتًا، وسط حالة من الغموض بشأن مسار التجارة.

وخلال هذه التطورات، قفزت العقود الآجلة للذهب في بورصة نيويورك إلى مستوى قياسي تجاوز 3500 دولار للأوقية، قبل أن تتراجع وتستقر عند 3497 دولارًا، بينما ظلت الأسعار في لندن شبه مستقرة، ما أدى إلى اتساع الفجوة السعرية بين السوقين. ويرى محللون أن استمرار الوضع قد يعيد تشكيل خريطة تدفقات الذهب عالميًا، ويضعف جاذبية بورصة نيويورك للمستثمرين الدوليين إذا استمرت الرسوم.

ووفقًا لجمعية مصنعي وتجار المعادن الثمينة السويسرية، فإن هذه الخطوة تمثل "صفعة جديدة" للعلاقات التجارية بين برن وواشنطن، وقد تؤثر سلبًا على تدفق الذهب المادي عالميًا، خاصة أن القرار يشمل جميع الواردات بهذه الأوزان من أي دولة أخرى، وليس سويسرا فقط.

يُذكر أن الذهب، الذي يعد ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات، ارتفع بنسبة 31% منذ بداية العام، مدعومًا بالتوترات التجارية والجيوسياسية، فيما يتوقع خبراء أن يؤدي فرض الرسوم الجمركية على السبائك إلى مزيد من الصعود في الأسعار، مقابل ضغوط متزايدة على سلاسل الإمداد العالمية.